ملتقي اهل اللغه (صفحة 2520)

دروس في مبادئ التحرير البلاغي ..

ـ[شجرة الدر]ــــــــ[28 - 10 - 2011, 01:01 ص]ـ

البسملة1

وردة1

مفهوم كلمة التحرير اللغوي:

الكتابة المدققة التي لا شوب فيها.

المعنى الاصطلاحي:

هو الالتزام بضوابط الكتابة وتقويمها وتدقيقها وتهذيبها وفق قواعد وأسس

مقررة وأصول متعارف عليها.

·ولأن التحرير مرتبط بالأسلوب والكتابة ,ولذلك سنتطرق لمعنى الكتابة.

معنى الكتابة: هي الصياغة المحكمة التي تقوم على الجمع بين الكلمات والربط بعضها ببعض لتعبر عما يدور في نفس المتكلم من أفكار وأحاسيس ومشاعر.

تحرير الكتابة: هو تقويمها وتهذيبها وتدقيقها والارتقاء بأسلوبها والوصول بها إلى أقصى غاياتها لكي تنساب إلى المسامع جيدة السبك غزيرة العطاء.

تعريف البلاغة: مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.

تعريف مقتضى الحال: هو الأمر الذي يدعو المتكلم إلى أن يعتبر في كلامه خصوصية ما.

·أول مبدأ في البلاغة:

(أن يكون الكلام مراعيا لمقتضى الحال مع فصاحته).

أمثلة لمطابقة الكلام لمقتضى الحال:

أولا: إفادة الكلام القصر لأن المقام يقتضيه:

كـ قوله تعالى:" إياك نعبد وإياك نستعين "

جاء المفعول به مقدما لإفادة التخصيص ,أي يخص العبادة والاستعانة لله دون سواه.

ثانيا: التوكيد منظورا فيه إلى حال المخاطب:

المثال: قوله تعالى: " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "

لما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبه عن الحزن استشرفت نفس صاحبه إلى معرفة السبب في هذا النهي , لأن الحزن له سلطان على النفوس في مثل هذا الموقف لقوة داعيه ,فكان النهي عنه أمرا غريبا يحتاج إلى بيان علته، فقال "إن الله معنا " فأكد ليقتلع الخوف والقلق ويبث الرضا واليقين.

ثالثا: التوكيد منظور فيه إلى حال المتكلم:

مثل قوله تعالى: " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم "

واضح أن هذا التوكيد لا ينظر فيه إلى حال المخاطب فالله يعلم ما آل إليه آل إبراهيم , ولكن ينظر هذا التوكيد إلى حال النفس الراجية ويدل على انفعالها بهذا الرضا فأكدته بهذا الدعاء.

فالتوكيد هنا للضراعة والدعاء ..

رابعا: ومن مطابقة الكلام لمقتضى الحال إسناد الفعل إلى فاعل غير حقيقي، كمثل قوله تعالى: " وأخرجت الأرض أثقالها "

فقد أسند الإخراج إلى الأرض وهو في الحقيقة مكان الفعل وليست الفاعلة، وهو مجاز عقلي فيه تخيل مثير - يصور الأرض وهي جاهدة تخرج الأثقال في هذا الوقت (يوم القيامة) - الفزع، ثم فيه إشارة إلى أنها لا تبقي في باطنها شيئا لأنها تقذف بنفسها كل ما انطوى في طياتها.

خامسا: إذا أخذنا مثالا لمن لم يطابق بكلامه مقتضى الحال وجدنا المثال الآتي الذي أخطأ فيه أبو النجم العجلي , عندما دخل على الخليفة هشام بن عبد الملك وكان في عينيه حول فقال:

صفراء قد كادت ولما تفعل * * كأنها في الأفق عين الأحول

لم ينتبه الشاعر بأن هشاما أحول فخالف المقام بذكر التشبيه بالحول

فأمر هشام بحبسه.

<<< يتبع وردة1وردة1

ـ[أبو الرباب الشاوي]ــــــــ[10 - 11 - 2011, 10:29 ص]ـ

نحن ننتظر المزيد!

ـ[شجرة الدر]ــــــــ[16 - 11 - 2011, 01:47 ص]ـ

تابع

البسملة1

مقولة

"لكل مقام مقال"

عند علماء البلاغة

الجاحظ أنموذجا

يستطيع القارئ في كتب الأدب العربي أن يقف على كثير من الأقوال التي تدور حول مفهوم البلاغة العربية , ولعل عمرو بن عثمان الجاحظ البصري البغدادي (المتوفي 255هـ\868م) في كتابه "البيان والتبيين

هو أول من عني بإيراد كثير من هذه الأقوال والتعريفات، وجاء بعده من أضاف إليها تعريفات أخرى لا تختلف كثيرا عما ذكره؛ لأن منبعها واحد وهو كلام جهابذة الألفاظ ونقاد المعاني من العرب.

وقد ظلت هذه التعريفات تنتقل من كتاب إلى آخر، ومن جيل إلى آخر، وكل جيل يضيف إليها أو يحور فيها حتى انتهى المطاف إلى الخطيب القزويني (المتوفي 739هـ\1341م)،فكان تعريفه للبلاغة بأنها:" مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته". وهذا تعريف كتب له من الذيوع والانتشار ما جعله يتردد في كل كتب البلاغة التي تلته ولم يشذ منها كتاب

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015