ملتقي اهل اللغه (صفحة 2519)

ثم إن واو العطف لها دلالة غاية في الأهمية لأن الرسل يبلغون أمر الله ونهيه في رسالة واحدة هي مهمة الرسل جميعا، ومجيء النهي بغير واو العطف فيه تجزئة لدعوة الرسل وكأن الاجتناب جاء في نطاق مهمة أخرى بينما الرسالة إلى الأمم جاءت هكذا:

((اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئا، واجتنبوا كل طاغوت يدعوكم إلى الخروج عن صراط الله: المشتمل على كل مطلوب الله منكم في عبادته))

وبالله التوفيق

ـ[ابو همام]ــــــــ[07 - 11 - 2011, 12:50 م]ـ

الشكر والتقدير للأستاذ منصور مهران.

إن الآية تتحدث عن أصل دعوة الرسل واصل التوحيد الذي يفرق بين اهل السعادة واهل الشقاء وعندنا في شريعة ربنا أن أصل الدين محكم في دلالته وثبوته فهو قطعي الدلالة قطعي الثبوت , وأن العربي الذي يسمع قوله تعالى [اعبدوا الله وأجتنبوا الطاغوت] بهذه الأربع كلمات لا بد وأن يتبادر الى ذهنه معاني صريحة واضحة تقوم عليه بها الحجة. فهل يفهم العربي من الجملة المعطوفة [واجتنبوا الطاغوت] إجتنبوا من الطاغوت عبادته. أم سيفهم أنه يجب عليه أن يجتنب بدن هذا الطاغوت وعينه ويتجنب كل معاملة معه حتى لو كانت خارجة عن معنى الإشراك به مع الله. كأن يقال لا تبتاعوا معه ولا تشتروا ولا تسافروا ولا تجلسوا ولا تقربوا!!!.

هل الاية دلت على إجتناب عبادته أم إجتناب كل شيء حتى لو كانت تلك الأشياء التي ذكرت أمثلة عليها من بيع وشراء وسفر وجلوس ووو].

أني قد سألت مَن هم حولي من أساتذة اللغة العربية فقالوا إن جملة [وأجتنبوا] يختلف معناها فيما لو جاءت مجردة عن العاطف والمعطوف عليه. وان العطف جعلَ المعنى متعلقاً بما قبلها وهو النهي عن عبادة الطاغوت. بينما لو كانت الجملة مجردة عما سبقها لم تُفِد ذلك المعنى ولصار معنى الإجتناب مطلق لكل شيء يمت بصلة لذلك المعبود حتى يدخل في ذلك حرمة البيع والشراء والجلوس والقرب المكاني. فهل ما قيل لي حق أم لا. وارجوا من المشاركين الرجوع الى أصل السؤال أيضاً لتدبر المراد منه. وجزاكم الله خيرا وخاصة الأستاذ منصور الذي ما توانى أن أدلى بدلوه وأفادنا بما عنده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015