ـ[أم عبد السميع]ــــــــ[24 - 11 - 2011, 01:31 م]ـ
أم الذي يقول بالتجسيم ويدَّعي أن الله تعالى يتكلَّم بصوت (والصوت لا يكون إلا للخلق) أو أنه سيجيء مجيئاً حقيقياً في قوله سبحانه وتعالى: ((وجاء ربُّك))؟؟
.
أولا:
اختي أتمنى أن لا يتغرر أحد بكلامك في الصفات
فلأنك تحملين شهادة الدكتوراة ولكن ليس عندك أدنى معلومة عن منهج أهل السنة والجماعة فيما أثبته الله لنفسه من صفات وفيما نفاه
فالتجسيم كلمة مبتدعة ومستحدثة فالله (ليس كمثله شيء) وكما انه له ذات لا تشبه الذوات فكذلك له صفات تليق به ولا تشبه صفات المخلوقين فقط نثبت له صفات لائقة بجلاله وبذاته، فكما أن له صفة الوجود وكذلك لنا صفة الوجود، ولكن هناك إختلاف بين الوجودين
وكذلك فكلام الله ثابت يكون بصوت وحرف وليس كما يقول الأشعرية ومن وافقهم فصفة الكلام من الصفات الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله عز وجل، فهو يتكلم متى شاء، وكيف شاء، وفي أي وقت شاء، وكلامه سبحانه وتعالى يكون شيئاً بعد شيء، فهو سبحانه وتعالى يتكلم الآن, وفي الأيام القادمة، وفي يوم القيامة, وعندما يدخل أهل الجنة الجنة، ويدخل أهل النار النار، وهذه أمور في المستقبل، وهو سبحانه وتعالى يتكلم ويسكت فيتكلم إذا شاء، ويسكت إذا شاء.
والسكوت كذلك صفة ثابتة لله عز وجل ومعناها: عدم التكلم، والدليل عليها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرمه فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو). وأيضاً ثبت عنه في حديث آخر صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها, وحد حدوداً فلا تعتدوها, وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها). ,.
وثانيا فإن الذي ادعى أن الله له أسماء وله صفات ثابتة هو الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام المبلغ عنه وكذلك الصحابة المهديين من بعده ثم أئمة اهل السنة والجماعة وكل هذا مصدره من الكتاب والسنة وليس من الفلاسفة وأهل الأهواء
فإثبات الصفات الفعلية هذه من أساسيات اهل السنة والجماعة ومن لم يثبتها فهو إما كافر وإما مبتدع ...
وتتكلمين عن الصوت والكلام وكذلك هناك السكوت والغضب والضحك وصفة القدم واليدين كلها موجودة في الكتب الصحاح .. فماذا تقولين في هذا. هل تنكرينها؟؟؟؟
فكل صفة واردة في الكتاب والسنة وسار عليها الصحابة لابد أن نثبتها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي
وكلام الله بحرف وصوت، معتقد أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم بحرف وصوت، يعني من وصف الكلام يكون بحرف وصوت، والكلام لا بد فيه من الحرف والصوت، وإلا فلا يسمى كلاما، خلافا لأهل البدع والأشاعرة يقولون: كلام الله معنى قائم بنفسه، ليس بحرف ولا صوت، وهذا باطل، وكذلك الكلابية. الصواب أن الكلام -كلام الله- بحرف وصوت، كما كلم موسى وكلم نبينا -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج، كلمه الله بدون واسطة، وفي الحديث أن الله تعالى ينادي آدم يوم القيامة بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ، فأثبت الصوت في كلام الله في الحديث، وهذا في الصحيحين، يقول الله تعالى، ينادي الله تعالى يقول: يا آدم -ينادي الله به- أخرج بعث النار فيقول: يا رب وما بعث النار؟ فقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحد إلى الجنة فهذا نداء بالصوت، النداء لا يكون إلا بالصوت، بحرف وصوت
وفي تفسير آية للشيخ عثيمين رحمه الله قال تعالى ((وإذ قال ربك للملائكة))
في هذه الآيات الكريمة إثبات القول لله عز وجل وهذا الذي عليه السلف الصالح،
أننا نؤمن بأن لله تبارك وتعالى يقول؛
وإثبات بأن قوله بحرفٍ وصوت، من أين أخذنا أنه بحرف؟
من قوله "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"، وجملة إني (جاعلٌ) هي القول! وهي الحروف
"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً".
ونأخذ أنه بصوت؛ إنه قال (لِلْمَلَائِكَةِ)؛ أي قولاً واصلاً إلى الملائكة، ولا يمكن أن يكون قوله واصلاً للملائكة إلا إذا كان بصوت، وهو كذلك.
أما الصوت قد يكون خفياً وقد يكون قوياً لقوله تعالى:"وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا [(52) مريم]، وهذا هو الذي عليه أهل السنة وهوالحقيقة غاية الكمال لله عز وجل؛ بل هو من أعظم صفات الكمال؛ أن يكون الله عز وجل متكلماً بما يشاء كوناً وشرعاً؛ فكل مايحدث في الكون فهو كائن بكلمة!! الدليل؟ "إنْمَا أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون"، وكل شيئ فهو مراد لله؛ إذاً فإن كل شيئ فهو بقول.
وأما القول الشرعي؛ فهو ما أنزله الله على الرسل. اهـ
ـ[أم محمد]ــــــــ[24 - 11 - 2011, 01:42 م]ـ
ثانياً مَن الذي يلتزم بمنهج أهل السُّنة في المسألة هل مَن يقول بما أسلفتُه، أم الذي يقول بالتجسيم ويدَّعي أن الله تعالى يتكلَّم بصوت (والصوت لا يكون إلا للخلق) أو أنه سيجيء مجيئاً حقيقياً في قوله سبحانه وتعالى: ((وجاء ربُّك))؟؟
سؤال: ماذا نقول فيما ثبت من صفات -غير الصوت-؛ كالعلو والكلام والسمع والبصر والعينين واليدين والقدم والساق وغيرها؟
هل ننكرُها ونَنفيها عن الله بحجَّة أنها (لا تكون إلا للخلق)!؟ وما الذي سنُثبتُه لله ساعتها؟!
إن لم يكنْ هذا عينُ التعطيل؛ فلا أدري ما هو التَّعطيل!!
¥