ملتقي اهل اللغه (صفحة 2465)

الأجناس والمفاهيم الأدبية لفيرونيك كلوبار Veronique Klauber بالفرنسيّة) وذلك لأنّ زاوية النظر التي تعنينا في هذا المقام هي إبراز حاجة الدراسة الأدبيّة إلى قراءة جانب مهمّ من الخطاب الأدبي في ضوء نظرية الموضوع باعتباره مقولة نفسيّة بالدرجة الأولى. يمكن أن نعود بالإضافة إلى المراجع التي ذكرنا إلى:

– عمر أوكان: اللغة والخطاب منشورات إفريقيا الشرق بيروت لبنان 2001

5 - المنهج الغرضي:

يمكن أ، نعدّ مقدّمة الشعر الشعراء لابن قتيبة أولى لبنات المنهج الغرضي في تاريخ الفكر الأدبي وهو منهج جامع في أصوله النظرية بين الاهتمام بالبعد النفسي في دراسة الأدب والاستناد إلى البعد اللغوي البنائي، وهو من المناهج المهمّة الممكن الاستناد إليها في دراسة القصيد القديم بما هو جنس شعري غرضي: فالطاقة الموجّهة لشعريّة القصيد هي أوّلا الغرض الشعري وهي طاقة نفسيّة ونيّة قول أو مقصد قول يتمّ تصريفها لغويا وفق الأعمال القوليّة المكوّنة لكلّ غرض. ويكون كلّ غرض عنصرا من عناصر هذه الطاقة العامّة ويكون فاعلا فيها بالقدر الذي يخدم الوجهة العامّة للقصيد.

وإذا تناولنا على سبيل المثال الفخر بما هو غرض نفسي عامّ وسلوك لغوي وثقافي شائع في البيئة القديمة ومحرّك للقصيد في أغلب بناه الأغراضية فإنّنا نلحظ أنّ عامّة الشعر العربي البدوي في أنواعه المختلفة المتقاربة: شعر القبائل وأصحاب المعلّقات وشعر الجوّالين المتردّدين على ملوك بصرى الشام والحيرة وشعر المراثي وشعر القرى وشعر الصعاليك هي جميعها تستند إلى قوّة قوليّة واحدة هي قوة الغرض الفخري. ولهذا الغرض بعد اجتماعي متلوّن لا محالة بتلوّن الغرض الفرعي لكنّه في جميع الأحوال لا يعتني بالجميل من القول بقدر ما يعتني بالنافع والمحققّ للقوّة النفسيّة داخل المجتمع أو خارجه (شعر الصعاليك)،هو القوّة القولية المثبّتة للقيم وقد ألحّ ابن طباطبا في عيار الشعر مثلا على الصلة الوثيقة بين المباني والمعاني وعلى تأثير الغرض في الوجهة الفنيّة للقصيد،وقد بنيت أصنافيّة الشعر عندهم على الغرض العامّ (الرغبة والرهبة والطرب والغضب) الباعث على الأغراض الفرعيّة الناظمة للمعاني وفق المباني المؤلّفة للعبارة الشعريّة. إنّ العودة إلى أصول هذا التيّار الأدبي تساعدنا على تأصيل هذا المنهج وإثرائه بمقولات النقد الغرضي في العصر الحديث. وفعلا فإنّ هذه المقولات تعارض النظرة النصّانية للأدب وقد استند أصحابها مثل جورج بولي (Gorges Poulet) وجان روسي (Jean Rousset) جان ستاروبنسكي (Starobinski) إلى أعمال قاستون باشلار وتذهب هذه الرؤية الغرضية إلى أنّ الكتابة الأدبيّة ليست بصناعة لفظيّة أو أسلوبيّة على نحو ما يرى الشكلانيون وأصحاب النقد الجديد وعامّة البنيويين من إنشائيين ونصّانيين وإنّما الكتابة الأدبيّة أو القول الأدبي عموما هي أوّلا تجربة نفسيّة أو روحية. ويمكن أن نعود إلى:

- ابن قتيبة: مقدّمة الشعر ة الشعراء

-ابن طباطبا عيار الشعر في طبعات مختلفة (مثلا تحقيق عبد العزيز المانع ط الرياض 1985.

- حازم القرطاجنّي: منهاج البلغاء وسراج الأدباء (تعريف الغرض بما هو قوّة قولية، وتعريف منازع الشعر).

- أبي هلال العسكري: الصناعتين (فصل الاستعطاف مثلا)

.- مبروك المناعي: الشعر والمال،منشورات دار الغرب الإسلامي 1998.

- محمّد عبد السلام، تعليق على بانت سعاد ومعنى الوعد ضمن مشكل الجنس الأدبي في الأدب العربي القديم منشورات كلية الآداب منوبة تونس 1994

- محمد هشام الريفي: في الغرض الأدبي م. ن

6 - المنهج الاجتماعي:

ينهض هذا المنهج على دراسة الظواهر الأدبيّة في صلتها بالظواهر الاجتماعيّة وقد عرف هذا الاتجاه بالنقد الاجتماعي،وارتبط ظهوره وشيوعه بتطوّر العلوم الاجتماعية في المجالات الثقافية العامّة ولكن تاريخ هذا الظهور في مجال الأدب العربي كان متأخّرا نسبيا بالقياس إلى الفترة التي نشأت فيها الرؤية في سائر الدراسات العالمية، فللمنهج الاجتماعي منذ أوائل القرن الثامن عشر أصول فكرية نشأت حين شرع كتّاب الرومانسية، ثم الواقعية يثيرون مسألة اختلاف النظرة الكلاسيكية للأدب عن نظرتهم التاريخية المتّسمة بالإصغاء للتاريخ ومراعاة حركته، وهم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015