ملتقي اهل اللغه (صفحة 2437)

استفسارات في قصة زكريا ومريم - عليهما السلام -

ـ[اللؤلؤ الرطب]ــــــــ[08 - 05 - 2012, 10:55 ص]ـ

يقول الله تعالى في الآية (40) من سورة آل عمران حكاية عن زكريا عليه السلام ((قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء))، ويقول حكاية عن مريم عليها السلام في الآية (47) من ذات السورة ((قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون)).

ـ الاستفسار:

ـ لماذا عبر في الآية الأولى بلفظ غلام بينما عبر في الآية الثانية بلفظ ولد؟؟

ـ لماذا جاءت كلمة كذلكَ في الآية الأولى بفتح الكاف الأخيرة بينما جاءت كاف كذلكِ مكسورة في الآية الثانية؟

ـ لماذا جاء السياق في الآية الأولى (يفعل ما يشاء) بينما جاء في الآية الثانية (يخلق ما يشاء)؟؟

أرجو التكرم بالإفادة ولكم من الله الأجر والثواب ومني جزيل الشكر.

ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 05 - 2012, 01:43 م]ـ

ـ لماذا جاءت كلمة كذلكَ في الآية الأولى بفتح الكاف الأخيرة بينما جاءت كاف كذلكِ مكسورة في الآية الثانية؟

http://www.ahlalloghah.com/showpost.php?p=1310&postcount=3

ـ لماذا جاء السياق في الآية الأولى (يفعل ما يشاء) بينما جاء في الآية الثانية (يخلق ما يشاء)؟؟

http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=641

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[08 - 05 - 2012, 01:54 م]ـ

ـ لماذا عبر في الآية الأولى بلفظ غلام بينما عبر في الآية الثانية بلفظ ولد؟؟

قد يقال: الغلام باعتبار ما يكون نظراً إلى كبر سن زكريا فناسب أن يعبر بغلام لأن الغلام من قارب الاحتلام لسرعة التحقق؛ أما مريم فناسب أن يقال: (ولد) لأنه كل ما ولدَ حديثاً حيث إنها بكرٌ ولا زوج لها فالأمر أطول.

مع أن في سورة مريم عبر عنه بقوله: (لأهب لك غلاماً زكيا) فلا فرق بين الأمرين إلا أن يقال: اعتبار ما سيكون.

وأيضاً: في سورة آل عمران للتنويع في الخطاء والثراء اللغوي وعدم التكرار وهذا مقصد مهم في القرآن فليُعلم ذلك.

ـ لماذا جاءت كلمة كذلكَ في الآية الأولى بفتح الكاف الأخيرة بينما جاءت كاف كذلكِ مكسورة في الآية الثانية؟

الخطاب نُظِر فيه للمخاطب والكاف تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث على ما هو الأفصح والأكثر كحديث عائشة: (أولئكِ شرارُ الخلق) وحديث عمر (أولئكَ قومٌ عُجِّلت لهم طيباتهم).

ـ لماذا جاء السياق في الآية الأولى (يفعل ما يشاء) بينما جاء في الآية الثانية (يخلق ما يشاء)؟؟

قال علماء البيان: ناسب التعبير بالفعل في حق زكريا لأن عوامل الولادة موجودة من الزوج والزوجة فلم يحتج الأمر إلا إلى فعل يسير وهو إرادة الله ذلك ونفي العُقْم.

وأما في حق مريم فلا يوجد لها زوج وهي بكر فلا يوجد عامل الولادة الطبعي سوى خلق الله له دون زوج وتلك إرادة الله وحكمته فناسب التعبير بالخلق دون الفعل، والله تعالى أعلم.

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[10 - 07 - 2013, 12:48 ص]ـ

وأنا أطالع تفسير أبي حيان البحر المحيط وجدت نحو هذه النكتة التي أوردتُها جواباً عن الأخ الكريم فحمدت الله.

ولعلي أذكر ما قاله بحروفه.

قال رحمه الله في البحر (3/ 158):

" (قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ) تقدم الكلام في نظيرها في قصة زكريا؛ إلّا أن في قصته (يَفْعَلُ ما يَشاءُ)؛ من حيث إن أمر زكريا داخلٌ في الإمكان العادي الذي يتعارف وإن قل، وفي قصة مريم: (يخلق)؛ لأنه لا يتعارف مثله، وهو وجود ولد من غير والد، فهو إيجاد واختراع من غير سبب عادي، فلذلك جاء بلفظ: (يخلق) الدال على هذا المعنى.

وقد ألغز بعض العرب المستشهد بكلامها فقال:

ألا رب مولود وليس له أبٌ ... وذي ولدٍ لم يلْدَهُ أبوانِ

يريد: عيسى وآدم" اهـ.

ـ[سالم الهاشمي]ــــــــ[18 - 07 - 2013, 07:29 م]ـ

بارك الله فيكَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015