ـ[عبد العزيز]ــــــــ[10 - 03 - 2013, 09:21 م]ـ
بيت تمنيت لو أنك قلته، تررده وتستمع إليه مستمتعًا به لا تملُّ إعادته، أسمعنا إياه وشاركنا لذة سماعه والاستمتاع به
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[10 - 03 - 2013, 09:22 م]ـ
سَأَرمِي بِالهِجاءِ وَلا أَفيهِ = بَني لَأمٍ وَلِلمَوقِيِّ واقي
وَسَوفَ أَخُصُّ بِالكَلِماتِ أَوسًا = فَيَلقاهُ بِما قَد قُلتُ لاقي
إِذا ما شِئتُ نالَكَ هاجِراتي = وَلَم أعمِل بِهِنَّ إِلَيكَ ساقي
قَوافٍ عُرَّمٌ لَم يَسبِقوها = وَإِن حَلّوا بِسَلمى فَالوِراقِ
أُجَهِّزُها وَيَحمِلُها إِلَيكُم = ذَوو الحاجاتِ وَالقُلُصُ المَناقي
لا أدري لماذا تستوقفني هذه الأبيات، أرجع بين الحين والآخر إليها لأسمعها في صمت،
تهديد بدون فعل وتسويف بالفعل من غير قول "سأرمي بالهجاء" فاحذر واستعد ثم إذ هو حذرٌ مستعدٌّ تأتيه الصعقة الثانية "ولا أفيه" هجاء بعد هجاء وكل هجاء يكون الذي يليه أهجى وأقذع، والشاعر لا يقف عند هذين الوعيدين، بل ويتبعهما بصاعقة أخرى "وسوف أخص بالكلمات أوسا" ويالها من صاعقة تلو صاعقة تتلوهما صاعقة أكبر، وهو في ذلك كله لم يهج ولم يتلفظ بسوء إنما هدد ووعد. ومثل هذا يصون الكريم عن قول السوء ويردع السامع الذي يريد صون عرضه عن التمادي في غيه.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[11 - 03 - 2013, 06:27 م]ـ
جزاك الله خيرا.
الشعر الذي أوردتموه لبشر بن أبي خازم الأسدي يهجو به أوس بن حارثة الطائي، ثم عاد بعد ذلك ومدح أوسا بقصائد كثيرة، ولذلك خبر لا يخفى عليكم، وبشر بن أبي خازم شاعر جاهلي فحل، وقوله:
إذا ما شئت نالك هاجراتي * ولم أعمل بهن إليك ساقي
يعد من أبيات الأمثال المشهورة.
وأجود من شعره الذي أوردتموه في التهدد بالهجاء وما أشبه ذلك قول سويد بن كراع العكلي:
أَبيتُ بِأَبوابِ القَوافي كَأَنَّما * أُصادي بِها سِرباً مِنَ الوَحشِ نُزَّعا
أُكَالِئُها حَتّى أُعرِّسَ بَعدَما * يَكونُ سُحَيرٌ أَو بُعَيدُ فَأَهجعا
عَواصي إِلاّ ما جَعَلتُ أَمامَها * عَصا مِربَدٍ تَغشى نُحوراً وَأَذرُعا
أَهَبَت بِغُرِّ الآبِداتِ فَراجَعَت * طَريقاً أَملَّتهُ القَصائِدُ مَهيَعا
بَعيدَةُ شَأوٍ لا يَكادُ يَرُدُّها * لَها طالِبٌ حَتّى يَكِلَّ وَيَظلَعا
إِذا خِفتُ أَن تُروى عَلَيَّ رَدَدتُها * وَراءَ التَراقي خَشيَةً أَن تَطَلَّعا
وَجَشَّمَني خَوفُ ابنِ عَفّانَ رَدَّها * فَثَقَّفتُها حَولاً حَريداً وَمَربَعا
وَقَد كانَ في نَفسي عَلَيها زِيادَةٌ * فَلَم أَرَ إِلاّ أَن أُطيعَ وَأَسمَعا
فَإِن تَزجُراني يا اِبنَ عَفّان أنزَجِر * وَإِن تَترُكاني أَحمِ عِرضاً مُمَنَّعا
فلم أر مثل هذه الأبيات في هذا الباب.
وخبر هذه الأبيات أن سويدا هجا بني عبد الله بن دارم فاستعدت عليه بنو عبد الله سعيد بن عثمان بن عفان في هجائه إياهم، فطلبه ليضربه ويحبسه، فهرب منه، ولم يزل متوارياً حتى كُلِّم فيه، فأمنه على ألا يعاود، فقال سويد هذه القصيدة.
ـ[أبو تمَّام]ــــــــ[11 - 03 - 2013, 07:16 م]ـ
هي أبيات طريفة لمجنون ليلى " قيس بن الملوَّح "
أَلا يَا غُرابَ البَينِ هيَّجتَ لوعتي * فَوَيحُك خبِّرني بماذا تصرخُ
أبالبَينِ من ليلى فإنْ كنتَ صادِقاً * فلا زالَ عظمٌ من جناحك يُفسخُ
ولا زال رامٍ فيك فوَّق سهمه * فلا أنتَ في عُشٍ ولا أنتَ تَفرُخُ
ولا زلتَ عن عذبِ المياهِ منفَّراً * ووكرك مهدوماً وبيضك يُرضَخُ
فإن طرتَ أردت الحتوف وإن تقع * تقيَّضَ ثعبانٌ بوجهك تنفخُ
وعانيت قبل الموت لحمك مشدخاً * على حرِّ جمرِ النار يُشوى ويُطبخُ
ولا زلتَ في شَرِّ العذاب مُخلَّداً * ويشك منتوفٌ ولحمك يشرخُ
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[12 - 03 - 2013, 01:06 م]ـ
بارك الله قيكم أستاذنا وشيخنا صالح العمري وجزاكم خير الجزاء سرني كثيرا مروركم وتعليقكم وإفادتكم التي لا غنى لي عنها فلا تبخلوا علي بمثلها،
جزاك الله خيرا.
الشعر الذي أوردتموه لبشر بن أبي خازم الأسدي يهجو به أوس بن حارثة الطائي، ثم عاد بعد ذلك ومدح أوسا بقصائد كثيرة، ولذلك خبر لا يخفى عليكم، وبشر بن أبي خازم شاعر جاهلي فحل، وقوله:
إذا ما شئت نالك هاجراتي * ولم أعمل بهن إليك ساقي
يعد من أبيات الأمثال المشهورة.
وأجود من شعره الذي أوردتموه في التهدد بالهجاء وما أشبه ذلك قول سويد بن كراع العكلي:
أَبيتُ بِأَبوابِ القَوافي كَأَنَّما * أُصادي بِها سِرباً مِنَ الوَحشِ نُزَّعا
أُكَالِئُها حَتّى أُعرِّسَ بَعدَما * يَكونُ سُحَيرٌ أَو بُعَيدُ فَأَهجعا
عَواصي إِلاّ ما جَعَلتُ أَمامَها * عَصا مِربَدٍ تَغشى نُحوراً وَأَذرُعا
أَهَبَت بِغُرِّ الآبِداتِ فَراجَعَت * طَريقاً أَملَّتهُ القَصائِدُ مَهيَعا
بَعيدَةُ شَأوٍ لا يَكادُ يَرُدُّها * لَها طالِبٌ حَتّى يَكِلَّ وَيَظلَعا
إِذا خِفتُ أَن تُروى عَلَيَّ رَدَدتُها * وَراءَ التَراقي خَشيَةً أَن تَطَلَّعا
وَجَشَّمَني خَوفُ ابنِ عَفّانَ رَدَّها * فَثَقَّفتُها حَولاً حَريداً وَمَربَعا
وَقَد كانَ في نَفسي عَلَيها زِيادَةٌ * فَلَم أَرَ إِلاّ أَن أُطيعَ وَأَسمَعا
فَإِن تَزجُراني يا اِبنَ عَفّان أنزَجِر * وَإِن تَترُكاني أَحمِ عِرضاً مُمَنَّعا
فلم أر مثل هذه الأبيات في هذا الباب.
وخبر هذه الأبيات أن سويدا هجا بني عبد الله بن دارم فاستعدت عليه بنو عبد الله سعيد بن عثمان بن عفان في هجائه إياهم، فطلبه ليضربه ويحبسه، فهرب منه، ولم يزل متوارياً حتى كُلِّم فيه، فأمنه على ألا يعاود، فقال سويد هذه القصيدة.
¥