ملتقي اهل اللغه (صفحة 2339)

ولهذا فالكلام تقديما وتأخيرا،حقيقة أو مجازا،ذكرا وحذفا،إيجازا وإطنابا ومساواة،تعريفا وتنكيرا، ..... إلخ،يقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس، والإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة،وبلغات متعددة،وهو يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم.

(6)

دور الاحتياج المعنوي في الاستعارة

يتحكم الاحتياج المعنوي في نقل الكلام من الحقيقة إلى الخيال كما هو الحال في الجملتين التاليتين:

نقول: يزأر الأسد في الغابة.

ونقول: يزأر محمد في الغابة.

الجملة الأولى حقيقية لأنها مبنية على الفعل "يزأر" وهذا الفعل يدل على ويشير إلى حيوان يزأر وهو الأسد،وعندما نذكر هذا الفعل فيجب أن نعطيه الفاعل الذي يدل عليه الفعل ويشير إليه في الحقيقة وهو الأسد،وهذا الفاعل هو الذي يقوم بالفعل على وجه الحقيقة،فنقول: يزأر الأسد"،ولهذا فالجملة حقيقية، والاحتياج المعنوي واضح بين أجزاء التركيب،وهذه الجملة من مستوى الكلام المستقيم الحسن من حيث الصحة الدلالية.

ولكن عندما نقول:"يزأر محمد" فإن استبدالا يجري على المحور الرأسي للغة ينقل الجملة من الحقيقة إلى الخيال،لأن الفعل "يزأر" لا يدل على محمد ولا يشير إليه ولا يوجد علاقة معنوية بينهما في الحقيقة،لأن الفعل يدل على الأسد، ولا يدل على محمد،وعندما نعطي للفعل فاعلا غير حقيقي ولا يدل عليه الفعل،أو يشير إليه نكون قد نقلنا الجملة من الحقيقة إلى الخيال، وشبهنا محمدا بالأسد، وهذه الجملة من مستوى المستقيم الكذب من حيث الصحة الدلالية، لأن الذي يزأر في الحقيقة هو الأسد،ومحمد لا يزأر إلا في الخيال، ومن هنا نكون قد استخدمنا الفعل "يزأر"في غير ما وُضِع له في أصل اللغة.

(7)

دورالاحتياج المعنوي في التشبيه

اختلاف المعنى والصورة الفنية

نقول: زيد أسد

ونقول: زيد كالأسد

ونقول: زيد أسد في الشجاعة

ونقول: زيد كالأسد في الشجاعة

وكل جملة من هذه الجمل ترسم صورة فنية ومعنى يختلف عن معنى الجملة الأخرى، فالأولى تعني أن زيدا أسد،أو شبيه تماما بالأسد، في مشيته،وشجاعته،وسرعته، وقوته .... إلخ،أما الثانية فتعني أنه يشبهه ولكن الشبه ليس كاملا، والثالثة تعني أن زيدا أسد في حاجة واحدة وهي الشجاعة،أما الرابعة فتعني مشابهة زيد للأسد في الشجاعة،فشجاعته ناقصة عن شجاعة الأسد.

فالإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.

: صلى الله عليه وسلمnd we can say in صلى الله عليه وسلمnglish

zaid is alion

zaid as alion

zaid is alion in the bravery

zaid as alion in the bravery

(8)

فصل الخطاب في الإيجاز والمساواة والإطناب

بحسب الحاجة والأهمية المعنوية عند المتكلم يكون الكلام،فقد يكون المتكلم مقلا أو متوسطا أو مكثرا في كلامه،وهو ما يُسمّى بالإيجاز والمساواة والإطناب،وذلك كما يلي:

أولا: الإيجاز: وهو جمع المعاني الكثيرة باللفظ القليل الوافي بالغرض مع الإبانة والإفصاح،كقوله تعالى" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"فقد جمعت الآية الكريمة مكارم الأخلاق بأسرها.والإيجاز نوعان:

أ-إيجاز قِصَر: كقوله تعالى"ولكم في القصاص حياة" فهذه الألفاظ تحمل المعاني الكثيرة،حيث إنَّ الإنسان إذا علم أنَّه متى قَتل قُتِل امتنع عن القتل وفي ذلك حياته وحياة غيره وبذلك تطول الأعمار وتكثر الذرية ويُقبل كل واحد على ما يعود عليه بالنفع ويتم النظام ويكثر العمران.

ب- إيجاز حذف: كقوله تعالى"وجاهدوا في الله حق جهاده"أي: في سبيل الله،ويُشترط أن يكون هناك دليل على المحذوف،فلا حذف إلا بدليل.

ثانيا: المساواة:وهي تأدية المعنى بعبارة مساوية له،كقوله تعالى"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله"فهذه الألفاظ لا تحمل معنى زائدا.

ثالثا: الإطناب: أن يكون اللفظ زائدا عن المعنى لفائدة تقويته وتأكيده،كقوله تعالى"ربِّ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا" أي: كبرت، فقد جاء بألفاظ كثيرة لمعنى قليل بهدف التقوية والتأكيد للكلام. وأنواع الإطناب كثيرة منها:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015