وانظرْ إلى التشابهِ بين قوله: (مكافأة الباغين)، وقوله: (كافأ الباغين).

وقالَ:

يا لَقومي وللذين تولَّو * هُم لِباغين بغيُهم في ازديادِ

وقالَ:

يا لأناسٍ أبَوا إلا مثابرةً * على التوغُّل في بغيٍ وعدوانِ

وقالَ:

إساءةُ مَن يبغي على النَّاسِ مُوقِعٌ * بحَوبائِه الهَلكاءَ مِن حيث لا يدري

وقالَ:

أعوذُ بربِّ العرشِ من فئةٍ بغَتْ * عليَّ فما لي عَوضُ إلاَّهُ ناصرُ

وقالَ:

لا يأمَنِ الدَّهرَ ذو بغيٍ ولو مَلِكًا * جنودُه ضاقَ عنها السَّهلُ والجبلُ

وقالَ:

ندمَ البغاةُ ولاتَ ساعةَ مندمٍ * والبغيُ مرتعُ مبتغيه وخيمُ

وقالَ:

لنِعمَ موئلاً المولَى إذا حُذِرَتْ * بأساءُ ذي البَغي واستيلاءُ ذي الإحَنِ

وغيرها.

وقالَ في «النَّظمِ الأوجزِ»:

وذا البغيِ فاكفأْ واكْفِه شرَّ بغيِه * والارضَ به اجلأْ يجلُ عن قلبِكَ الصَّدا

وقالَ في «تحفة المودود»:

* وإجلَى العُلا إجلاءَ ذي البَغْيِ فاعْتَمِدْ *

وفيها تكرار (ذي البغي).

وقالَ في «الألفيَّة»:

من بعدِ نفيٍ أو مُضاهيه كلا * يبغِ امرؤٌ علَى امرئٍ مُسْتسهِلا

وقالَ فيها:

وزيدَ في نفيٍ وشبهِه فجَرْ * نكرةً كما لباغٍ مِن مَفَرْ

فاصل1

ومن الأفعالِ الَّتي وردَتْ بكثرةٍ في شواهِدِه: الفعلُ (ألفَى)، وقد جاءَ في أكثرَ من خمسة عشر بيتًا، منها هذه الأبيات:

- عملاً زاكيًا توخَّ لكي تُجـ * ـزى جزاءً أوفَى وتُلفَى حميدا

- ومن لا يزلْ ينقادُ للغيِّ والهوى * سيُلفى على طولِ السَّلامة نادما

- لكَ اللهُ لا أُلْفَى لعهدكَ ناسيًا * فلا تكُ إلاَّ مثلَ ما أنا كائنُ

- ألِفتُ الهوى من حين أُلفيتُ يافعًا * إلى الآنَ مَمْنُوًّا بواشٍ وعاذلِ

- ما المرءُ أخْوَكَ إن لم تُلفِهِ وزرًا * عند الكريهةِ معوانًا على النُّوَبِ

- وما كلُّ مَن يبدي البشاشةَ كائنًا * أخاك إذا لم تُلفِهِ لك مُنجدا

- متى تأتِه ألفيتَه متكفِّلاً * بنصرةِ مذعور وترفيهِ بائسِ

- خلتكَ الليثَ إذ أمِنتَ فألفيـ * ـتُك في الرَّوعِ أرنبًا بل أذلاَّ

- لم أُلفِ في الدَّار ذا نطقٍ سوى طَلَلٍ * قد كادَ يعفو وما بالعهدِ من قِدَمِ

ولا أريدُ أنْ أطيلَ بذكرِ الأبياتِ الَّتي جاءَتْ في منظوماتِه، ووردَ فيها هذا الفعلُ، فهي كثيرةٌ، وأكتفي ببعضِ الأمثلةِ، فمنها قولُه في «الألفيَّة»:

والفعلُ إن لم يكُ ناسخًا فلا * تُلفيه غالبًا بإن ذي مُوصَلا

وقالَ فيها:

وربَّما عاقبتِ الواوَ إذا * لم يُلفِ ذو النُّطق لِلَبْسٍ منفذا

وتأمَّلِ الشبهَ في الألفاظِ بينَ هذا، وقولِه في الشَّاهد:

* لم أُلفِ في الدَّار ذا نطقٍ سوى طَلَلٍ *

وقالَ في «الكافية الشَّافية»:

كاف الخطاب كلاًّ اردفْ حرفَا * في البعد مثله إذا اسمًا يُلْفَى

وقالَ فيها:

ويُلفَيان اسمين بعدَ (مِنْ) كما * مِن عن يمينٍ مِن عليه اذكرهما

وقالَ فيها:

والثاني اجررْ وانوِ (مِنْ) أو (في) إذا * صحَّا ولم تُلْفِ لِلامٍ مَنفَذَا

وقالَ فيها:

وتركُه من بعد (إمَّا) قلما * تُلفيه إلاَّ في كلامٍ نُظِمَا

وقالَ فيها:

ولا يجوزُ نصبُه بعد الفا * إذا لأمر غير فِعل يُلفَى

وقالَ فيها:

وماضيين أو مضارعين * تُلفيهما أو مُتخالفين

وقالَ فيها:

وزائدًا تُلفيه ضعفَ الأصلِ زِنْ * بما به أصلٌ حقيقيٌّ وُزِنْ

وقالَ في «تحفة المودود»:

توقَّ الرَّدَى والبس رداءً من التقى * لعل الشّفا يُلفَى لديه شفاءُ

وقالَ في «النظم الأوجز»:

* ولا يربئ المربي فيُلفِكَ مصفَدا *

وقالَ فيه:

* فلا مُؤجرًا ألفى ولا موجرًا رأى *

وقالَ في «الإعلام بمثلَّث الكلام»:

* وادْعُ امرأً يُلفَى أكولاً مِلْهَما *

فاصل1

وممَّا تكرَّرَ الحديثُ عنه في شواهدِه: (الخليل)، ومن ذلكَ قولُه:

ما راعٍ الخُلانُ ذمَّةَ ناكثٍ * بل مَن وَفى يجدِ الخليلَ خَليلا

وقالَ أيضًا:

أخلاءِ لا تنسَوْا مواثيقَ بينَنا * فإنِّيَ لا واللهِ ما زلتُ ذاكرا

وقالَ:

خليليَّ ما وافٍ بعهدي أنتما * إذا لم تكونا لي علَى مَن أُقاطعُ

وقالَ:

يا صاحِ إما تجدْني غيرَ ذي جدةٍ * فما التخلِّي عن الخُلاَّنِ من شيمي

وقالَ:

ليس الأخلاءُ بالمصغي مسامعِهم * إلى الوشاةِ ولو كانوا ذوي رحمِ

وقالَ:

جَفوْني ولم أجفُ الأخلاءَ إنني * لغير جميلٍ من خليلي مهملُ

وقالَ:

خالفَاني ولمْ أخالفْ خليليْ * ـيَ فلا خيرَ في خلافِ الخليلِ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015