[9] فإن قال: أمّ سعد، قال: حوَّارى بثعد، وهو الرُّطب الذي لان كلُّه.
[10] فإن قال: أمّ وقذ، قال: حوارى بشقذ، وهي فراخ الحجل.
[11] فإن قال: أمّ عمرو، فإنَّ أشبه ما يقول: حوّارى بتمر.
[12] فإن قال: أمّ كرز، فإن أشبه ما يقول: وحوَّارى بأرز، وفيه لغات ستّ: أرزٌ على وزن أشدّ، وأرزّ على صملّ، وأرزٌ على وزن شغل، وأرزٌ في وزن قفل، ورزّ مثل جدٍّ، ورنز، بنونٍ وهي رديئة.
[13] فإن قال: أمّ ضبس، قال: وحوّارى بدبس. والعرب تسمّي العسل دبساً. وكذلك فسروا قول أبي زبيد:
فنهزةٌ من لقوا حسبتهم * أشهى إليه من بارد الدبس
حرَّك للضرورة.
[14] فإن قال: من أمّ قرشٍ، جاز أن يقول: حوَّارى بورش، والورش: ضربٌ من الجبن، ويجوز أن يكون مولَّداً، وبه سمّي ورشٌ الذي يروي عن نافع واسمه عثمان بن سعيد.
[15] والصاد قد مضت.
[16] فإن قال: أمّ غرض، جاز أن يقول: حوَّارى بفرض، والفرض: ضربٌ من التمر، قال الراجز:
إذا أكلت لبناً وفرضا * ذهبت طولاً وذهبت عرضا
وفي نصب طول وعرض اختلافٌ بين المبرّد وسيبويه.
[17] [لم يذكر أبو العلاء الطاء، فلعله نسيه، أو فُقد ذلك من كتابه، أو في المصدر الذي نقلتُ منه نقص وخلل]
[18] فإن قال: من أمّ حظّ، فإن الأطعمة تقلُّ فيها الظاء، كقلَّتها في غيرها، لأن الظاء قليلةٌ جدّاً، ويجوز أن يقول: حوَّارى بكظّ، أي يكظّها الشّبع، أو نحو ذلك من الأشياء التي تدخل على معنى الاحتيال.
[19] فإن قال: أمّ طلع، جاز أن يقول: حوَّارى بخلع، والخلع: هو اللحم الذي كان يطبح ويحملونه في القروف وهي أوعيةٌ من أدم، وينشد:
كلي اللحم الغريض، فإنَّ زادي * لمن خلعٍ تضمنَّه القروف
فإن قال: أمّ فرع، جاز أن يقول: حوَّارى بضرع، لأن الضروع تطبخ، وربمّا تطرب إلى أكلها الملوك.
[20] فإن قال: أمّ مبغ، قال: حوّارى بصبغ، والصبَّغ ما تغمس فيه اللقمة من مرقٍ أو زيت أو خلٍّ.
[21] فإن قال: أمّ نخف، قال: حوَّارى برخف، والرخف زبدٌ رقيق، والواحدة رخفة، قال الشاعر:
لنا غنمٌ يرضي النزيل حليبها* وزحفٌ يغاديه لها وذبيح
[22] فإن قال: أمّ فرق، قال: حوّارى بعرقٍ، والعرق: عظمٌ عليه لحمٌ من شواءٍ أو قديد.
[23] فإن قال: أمّ سبك، جاز أن يقول: حوّارى بربك، أو بلبك، من قولهم: ربكت الطعام أو لبكته، إذا خلطته، وكان ذلك ممّا فيه رطوبةٌ، مثل أن يخالطه لبنٌ أو سمنٌ، أو نحو ذلك، ولا يقال: ربكت الشعير بالحنطة، إلاّ أن يستعار.
[24] فإن قال: أمّ تخل، قال: حوّارى برخل، يريد الأنثى من أولاد الضأن، وفيه أربع لغات: رَخِل ورَخْلٌ ورِخْلٌ ورِخِلٌ.
[25] فإن قال: أمّ صرم، قال: حوارى بطرم، والطرم: العسل، وقد يسمَّى السمن طرماً.
[26] وقد مضت النون في أمّ حصن.
[27] فإن قال: أم دوّ، قال: حوّارى بجوّ، والحوُّ: الجدي، فيما حكى بعض أهل اللغة في قولهم:
ما يعرف حوّاً من لوٍّ، أي جدياً من عناقٍ.
[28] فإن قال: أمّ كره، قال: حوّارى بوره، يريد جمع أوره، من قولهم: كبشٌ أوره، أي سمين.
[29] فإن قال: أمّ شري، قال: حوارى بأري، أي عسل.
وهذا فصل يتّسع، وإنمّا عرض في قول تامٍ، كخيال طرق في المنام."
تمت، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن يحي]ــــــــ[22 - 10 - 2013, 09:07 م]ـ
قيل لبخيل: ما تعد الفرج بعد الشدة؟
قال: أن تحلف على الضيف بالطعام فيعتذر بالصوم ..
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[03 - 11 - 2013, 12:38 ص]ـ
دخل محمد بن عبد الله المعروف بابن سُكَّرَة حمَّام موسى ببغداد، فسُرقت نعلُه، فقال يصف الحمَّام:
تكاثَفَت اللصوصُ عليه حتَّى * ليَحفَى من يُلِمُّ به ويَعرَى
ولم أَقصِد به ثوبا ولكن * دخلتُ محمَّدًا وخرجتُ بِشرا
يقول: من جاء ذلك الحمام سرق اللصوص نعله وثوبه فيحفى بذلك ويعرى.
ثم قال: "ولم أقصد به ثوبا"، كأنه يقول: أما أنا فلم يُسرق ثوبي لأنهم لم يسرقوا إلا نعله، ثم قال: "ولكن * دخلت محمدا وخرجت بشرا"، أي: ولكنهم سرقوا نعلي، وأراد بشرا الحافي، فكَنَى بذكره عن ما كان من سرقة نعله وأنه خرج يمشي حافيا.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[03 - 11 - 2013, 05:16 ص]ـ
وفي نفسي غصة من قوله: "ولم أَقصِد به ثوبا"، وإن كان له وجه، أي: ولم أقصد بذلك أنه سرق مني ثوب، لكني أراه ثقيلا على النفس.
وأخشى أن فيه تحريفا صوابه: "ولم أَفْقِد به ثوبا"، أي: ولم أفقد بالحمام المذكور ثوبا، ولكني فقدت نعلي.
ـ[عائشة]ــــــــ[02 - 01 - 2014, 01:20 م]ـ
قال السبكيُّ في ترجمة صفيِّ الدِّين الهنديِّ الأُرْمَوِي:
(وكان خطُّه في غاية الرَّداءة، وكان رجلاً ظريفًا ساذجًا، فيُحكَى أنه قال: وجدتُّ في سوق الكُتُبِ مرَّةً كتابًا بخطٍّ ظننتُه أقبحَ من خطِّي، فغاليتُ في ثمنِه، واشتريتُه؛ لأحتجَّ به علَى من يدَّعي أن خطِّي أقبحُ الخطوطِ، فَلَمَّا عُدتُّ إلى البيتِ؛ وجدتُّه بخَطِّي القديم!) انتهى.
[طبقات الشافعية: 9/ 163]
(وحُكِيَ عن الخليل بن أحمد السجزيّ أنَّه قالَ: لَمْ أَعْثُرْ علَى شَيْءٍ أرْدَأَ مِنْ خَطِّي في وَهمي إلاَّ بعدَ حينٍ، فلَمَّا أعدتُّ النَّظَرَ فيه، وكِدتُّ أنْ أتسلَّى؛ فإذا هُو أيضًا ممَّا خططتُ!) انتهى.
[رَوْح الرُّوح: 1/ 63]
¥