ملتقي اهل اللغه (صفحة 12539)

ـ[هَذِه سَبِيْلِي]ــــــــ[24 - 11 - 2011, 12:30 م]ـ

ألحّ سائل على أعرابي أن يعطيه لوجه الله.

فقال الأعرابي: والله ليس عندي ما أعطيه للغير ..

فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحق!

فقال السائل: أين الذين كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟

فقال الأعرابي: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا!

ـ[أم عبد السميع]ــــــــ[29 - 11 - 2011, 08:55 م]ـ

ممن أرتج عليهم فوق المنابر

قال الحرّ بن جابر، وكان أحد حكماء العرب -فيما أوصى به ابنه: وإياك والخطب فإنّها مشوارٌ كثير العثار.

أرتج على معن بن زائدة، وهو على المنبر، فضرب بيده ثم قال: فتى حرب لا فتى منابر.

صعد عليّ بن أرطاة المنبر، فقال: الحمد لله الذي يطعم هؤلاء ويسقيهم.

أرتج على خالد بن عبد الله القسريّ على منبر الكوفة، فقال: إن هذا الكلام يجيء أحياناً ويعزب أحياناً، ويسهل عند مجيئه، ويعسر عند عزوبه طلبه، وربما طلب فأبى، وكوبر فعصى، فالتأنّي لمجيئه أيسر من التعاطي لأبيّه وهو يخلج من الجريء جنانه، وينقطع من الذّرب لسانه، فلا ينظره القول إذا اتسع، ولا يكسره النطق إذا امتنع، وسأعود فأقول إن شاء الله.

خطب رجل من الأزد أقامه زيادٌ للخطبة على منبر البصرة، فلما رقى المنبر، وقال الحمد لله، أرتج عليه، فقال: قد والله هممت ألاّ أحضر اليوم، فقالت لي امرأتي: نشدتك الله إن تركت الجمعة وفضلها، فأطعتها، فوقفت هذا الموقف، فاشهدوا أنها طالق. فقالوا له: انزل قبحك الله. وأنزل إنزالا عنيفاً. وقد قيل: إن هذه القصة لوازع اليشكري، وفي ذلك قال الشاعر:

وما ضرّني ألاّ أقوم لخطبةٍ

وما رغبتي في مثل ما قال وازع

صعد روح بن حاتم المنبر، فلما رآهم قد فتحوا أسماعهم وشقّوا أبصارهم، قال: نكّسوا رءوسكم وغضّوا أبصاركم، فإنّ أول كلّ مركب صعب، وإذا يّسر الله فتح قفل يسِّر.

خطب مصعب بن حيّان خطبة نكاحٍ فحصر، فقال لقّنوا موتاكم شهادة ألاّ إله إلا الله، فقالت أمّ الجارية: عجلّ الله موتك، ألهذا دعوناك?! قيل لرجل من الوجوه: قم فاصعد المنبر فتكلم، فقام. فلّما صعد المنبر حصر، فقال: الحمد لله الذي يرزق هؤلاء. وبقي ساكتاً فأنزلوه.

ذكره ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في بهجة المجالس وأنس المجالس

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[26 - 09 - 2012, 11:40 م]ـ

قال الأصمعي: قلت لأعرابي كنت أعرفه بالكذب: أصدقت قط؟ فقال: لولا أني أخاف أن أصدق في هذا لقلت لك: لا!!

ذكرها المبرد في الكامل.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[09 - 10 - 2012, 01:36 م]ـ

وزعموا أنَّ ناقةً لأحدِ الوُلاة كانت تأتي أرضَ قومٍ - عُرِفوا بالجُبنِ - فتَرعى فيها، فتُتلِفُ زَرعَهم وتُفسِدُ علَيهِم مَعِيشَتهم، والقَومُ لا يَملِكونَ ردَّها، يخافونَ إن مَسَّها أحدٌ منهم أن يمسَّهم ما لا قِبلَ لهم بهِ من بأسِ الوالي وبَطشِه، فاتَّفقوا يومًا - وقد ضاقوا بها ذَرْعًا - أن يَجتمِعَ منهم وَفدٌ يَقصِدونَ قَصرَ الوالي فيُكلِّمونه في شَأنِ النَّاقةِ وما لَحِقَهم مِنها مِن ضَررٍ، علَّه أن يَجِدَ لها مَرعًى غيرَ أرضِهم، فيُخلِّصَهم مِنها. فاختاروا مِنهُم مِئةَ رجُلٍ، يتحرَّكونَ معًا صَبِيحةَ يومٍ عيَّنوه، فلمَّا كانَ اليَومُ المقصودُ لم يَجتَمِع مِن أَولئكَ المئةِ إلَّا نِصفُهم، وجَبُن النِّصفُ الآخرُ، فلمَّا كانوا في الطَّريقِ عادَ بعضُهم، وتسلَّلَ آخرون خِفيةً خَوفًا مِن بَطشِ الوالي، فما انتَهَوا إلى قَصرِ الوالي، حتَّى كان عددُهم لا يُجاوِزُ العَشَرة!

فاستَأذنُوا على الوالي فأَذِنَ لَهُم، فلمَّا وَقَفُوا بينَ يدَيهِ، وسألَهم عَن سَببِ مَقدَمِهم، إذا بألْسِنَتهم تُلجَمُ مِن الخوفِ، فما تكلَّمَ مِنهم أَحدٌ، فلمَّا رآى كَبِيرُهم ما صارُوا إلَيهِ، خَشِيَ أن يَنالَهم جميعًا غَضبُ الوالي إن هُم بَقوا على حالِهم مِن السُّكوتِ وعَدَمِ الكَلامِ، فَاستَجْمَع ما بَقِي في نَفسِه مِن قُوَّةٍ، وتقدَّم ليتكلَّمَ، فيُخبِرَ الوالي بأمرِ النَّاقة التي أَفسَدَت علَيهِم مَعيشَتَهُم، فلمَّا فتحَ فاهُ ليتكلَّمَ، جَبُنَ فلم يَجرُؤ أن يَبوحَ بما جاؤوا لأَجلِهِ، وإنَّما أنشأَ يقولُ: أيُّها الأميرُ المعظَّمُ المبجَّلُ، قد أَرسلَنا قومُنا إليكُم لنُبْلِغَكم شُكْرَنا وعَظيمَ امتِنانِنَا؛ إذِ اختَرْتُم أرضَنا لِناقَتِكم المكرَّمة تَرعَى فيها، وقد خَشِينا أَن يَنقَطِعَ عنَّا هذا الشَّرفُ إن أَتتها المنيَّةُ - بعدَ عُمرٍ طَويلٍ - فرَغِبْنا أن تُرسِلَ معنَا جَملًا يكونُ معَها، فتُنجِبَ مِنه ما يَكونُ خَلَفًا لها إن أَتاها مَا نَخْشَى.

فلمَّا سَمِعَ الوالي منهُ ذلكَ أَجابَهُم إلى ما طَلبُوه، ورَجَعَ القَومُ ومَعهُم جَملُ الوالي المعظَّم! وهكذا يَفعَلُ الجُبنُ بأَهلِه!

ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[11 - 11 - 2012, 08:02 م]ـ

وَيُحْكَى فِي نَوَادِرِ الْمَجَانِينِ أَنَّ مَجْنُونًا مَرَّ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ بَنِي رَاسِبٍ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ بَنِي طُفَاوَةَ يَخْتَصِمُونَ فِي غُلَامٍ، فَقَالَ لَهُمُ الْمَجْنُونُ: أَلْقُوا الْغُلَامَ فِي الْبَحْرِ فَإِنْ رَسَبَ فِيهِ فَهُوَ مِنْ بَنِي رَاسِبٍ، وَإِنْ طَفَا عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ مِنْ بَنِي طُفَاوَةَ. (أضواء البيان) (1/ 55) دار الفكر

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015