،،، وقيل: إنّه رجل خرج مع رفيق له، فبينما هما في فلاة إذ لاحت لهما شجرة، فقال: أرى قوما رصدونا، فقال رفيقه: إنّما هي عُشَرَة -والعُشَر بضم العين وفتح الشين: شجر- فظنه يقول عَشَرة بالفتح، فجعل يقول: وما غناء اثنين عن عَشَرة، ويضرط حتى مات.
ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[10 - 10 - 2011, 12:11 م]ـ
الحمد لله وبعدُ:
بارك الله فيك أخانا / صالحاً، أضحكتنى بشدة.
سؤال: ماحكمُ رجلٍ أماتَ رجلاً من الضحك؟! (ابتسامة).
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[11 - 10 - 2011, 04:44 ص]ـ
من نوادر المتنبئين!
ادعى رجل النبوة في أيام المهدي، فأدخل عليه، فقال له: إلى من بعثت؟ فقال: ما تركتموني أذهب إلى من بعثت إليهم، فإني بعثت بالغداة وحبستموني بالعشي. فضحك المهدي منه وأمر له بجائزة وخلى سبيله.
وتنبأ رجل وادعى أنه موسى بن عمران. فبلغ خبره الخليفة، فأحضره وقال له: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران الكليم. قال: وهذه عصاك التي صارت ثعبانًا! قال نعم. قال: فألقها من يدك ومرها أن تصير ثعباناً كما فعل موسى. قال: قل أنت " أنا ربكم الأعلى " كما قال فرعون حتى أصير عصاي ثعبانًا كما فعل موسى. فضحك الخليفة منه واستظرفه.
...
وادعت امرأة النبوة على عهد المأمون، فأحضرت إليه فقال لها: من أنت؟ قال: أنا فاطمة النبية. فقال لها المأمون: أتؤمنين بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، كل ما جاء به فهو حق. فقال المأمون: فقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: " لا نبي بعدي ". قالت: صدق عليه الصلاة والسلام، فهل قال: لا نبية بعدي؟ فقال المأمون لمن حضره: أما أنا فقد انقطعت، فمن كانت عنده حجة فليأت بها، وضحك حتى غطى على وجهه.
وادعى رجل النبوة، فقيل له: ما علامات نبوتك؟ قال: أنبئكم بما في نفوسكم. قالوا: فما في أنفسنا؟ قال: في أنفسكم أنني كذبت ولست بنبي.
وتنبأ رجل في أيام المأمون، فأتي به إليه، فقال له: أنت نبي؟ قال نعم. قال: فما معجزتك؟ قال: ما شئت. قال: أخرج لنا من الأرض بطيخة. قال: أمهلني ثلاثة أيام. قال المأمون: بل الساعة أريدها. قال: يا أمير المؤمنين، أنصفني، أنت تعلم أن الله ينبتها في ثلاثة أشهر، فلا تقبلها مني في ثلاثة أيام! فضحك منه، وعلم أنه محتال، فاستتابه ووصله.
وادعى آخر النبوة في زمانه فطالبه بمعجزة، فقال: أطرح لكم حصاة في الماء فأذيبها حتى تصير مع الماء شيئاً واحدا. قالوا: قد رضينا. فأخرج حصاة كانت معه فطرحها في الماء فذابت. فقالوا: هذه حيلة، ولكن أذب حصاة غيرها نأتيك بها نحن. فقال لهم: لا تتعصبوا، فلستم أضل من فرعون، ولا أنا أعظم من موسى، ولم يقل فرعون موسى: لا أرضى بما تفعله بعصاك حتى أعطيك عصًا من عندي تجعلها ثعبانًا. فضحك المأمون منه وأجازه.
وادعى آخر النبوة، فطلب ودعى له بالسيف والنطع، فقال: ما تصنعون؟ قالوا: نقتلك. قال: ولم تقتلونني؟ قالوا: لأنك ادعيت النبوة. قال: فلست أدعيها. قيل له: فأي شيء أنت؟ قال: أنا صديق. فدعي له بالسياط، فقال: لم تضربونني؟ قالوا: لادعائك أنك صديق، قال: لا أدعي ذلك. قالوا: فمن أنت؟ قال: من التابعين لهم بإحسان. فدعي له بالدرة. قال: ولم ذلك؟ قالوا: لادعائك ما ليس فيك، فقال: ويحكم! أدخل إليكم وأنا نبي تريدون أن تحطوني في ساعة واحدة إلى مرتبة العوام! لا أقل من أن تصبروا علي إلى غد حتى أصير لكم ما شئتم.
نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[18 - 10 - 2011, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه طرفة ونادرة، وقد قرأتها قبل بضعة أشهر في كتاب (أخبار النحويين البصريين) للسيرافي، وقيدتها، ثم ذكرتها الآن، وما كنت أظن أن أحدا سبقني إلى التنبيه على الفائدة التي فيها، فلما أردت أن أكتب هذه المشاركة بحثت في الشبكة فوجدت بعض الناس قد سبقنى بالإشارة إلى هذا.
،،،وذلك أن عيسى بن عمر الثقفي النحوي كان مصابا بانخفاض السكر الذي يعرفه الناس اليوم، وكان يتداوى منه بما يتداوى به الناس اليوم، وهو لا يعرف حقيقة هذا الداء.
قال السيرافي في خبره:
"واستودعه بعض أصحاب خالد بن عبد الله القسري وديعة، فلما نُزع خالد بن عبد الله عن إمارة العراق، وتقلد مكانه يوسف بن عمر كتب إلى واليه بالبصرة يأمره أن يحمله إليه مقيدا، فدعا به ودعا بالحداد وأمره بتقييده، فقال له: لا بأس عليك، إنما أرادك الأمير لتؤدب ولده، قال: فما بال القيد إذن؟ فبقيت مثلا بالبصرة.
فلما أتي به يوسف بن عمر سأله عن الوديعة فأنكر، فأمر به يضرب بالسياط فلما أخذه السوط جزع، فقال: أيها الأمير إنها كانت أثياب في أسيفاط، فرفع الضرب عنه، ووكل به حتى أخذ الوديعة منه.
قال علي بن محمد بن سليمان: قال أبي: فرأيته طول دهره يحمل في كُمّه خرقة فيها سكَّر العُشَر والإجاص اليابس، وربما رأيته عندي، وهو واقف علي أو سائر، أو عند ولاة أهل البصرة، فتصيبه نهكة على فؤاده يخفق بها حتى يكاد أن يغلب، فيستغيث بإجّاصة وسكرة يلقيها في فيه، ثم يتمصّصها، فإذا تسرّط من ذلك شيئا سكن ما به، فسألته عن ذلك، فقال: أصابني هذا من الضرب الذي ضربني يوسف، فتعالجت له بكل شيء، فلم أجد له شيئا أصلح من هذا"
رحمه الله وغفر له، أصابه هذا في رعايته للأمانة وحفظه للوديعة، وسبحان من ألهمه التداوي بهذا، وهم حينئذ لا يعرفون حقيقة هذا الداء.
¥