ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 03:47 ص]ـ
كان أبو بكرِ بنُ المنخل وأبو بكرٍ الملاح متواخيين متصافيين، وكان لهما ابنان صغيران قد برعا في الطلب، وحازا قَصَبَ السبْقَ في حَلْبَةِ الأدب، فتهاجى الابنان بأقذع هجاء، فركب ابن المنخل في سحر من الأسحار مع ابنه عبد الله، فجعل يعتبه على هجاء بني الملاح ويقول له: قد قطعت مابيني وبين صديقي وصفيِّي أبي بكر في إقذاعك بابنه، فقال له ابنه: إنه بدأني والبادي أظلم، وإنما يجب أن يُلْحَى من بالشر تقدم، فعذره أبوه، فبينما هما على ذلك إذ أقبلا على واد تَنِّقُ فيه الضفادعُ، فقال أبو بكر لابنه: أجز:
تَنِّقُ ضفادعُ الوادي
فقال ابنه:
بصوتٍ غير معتادِ
فقال الشيخ:
كأنّ نقيقَ مِقْوَلِها
فقال ابنه:
بنو الملاح في النادي
فلما أحست الضفادع بهما صمتت، فقال أبوبكر:
وتصمت مثلَ صمتهمُ
فقال ابنه:
إذا اجتمعوا على زادِ
فقال الشيخُ:
فلا غوثٌ لملهوفٍ
فقال الابن:
ولا غيثٌ لمرتادِ
من " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " للمَقَّرِيِّ
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 02:39 ص]ـ
تَنِّقُ ضفادعُ الوادي
الصواب: تَنِقُّ.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 02:46 ص]ـ
وقيل لبشار: إن فلاناً يزعم أنه لا يبالي بلقاء واحد أو ألف. فقال: صدق؛ لأنه يفرّ من الواحد كما يفرّ من الألف!
(جمع الجواهر في الملح والنوادر) للحُصْرِيّ
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[01 - 07 - 2010, 03:29 ص]ـ
قال الصَّفَدِيّ (*): "ومنه (أي: من التحريف الذي نجّى صاحبه من الهلاك) ما حكاه الرواة من أنه لما غرِقَ شبيبٌ الخارجيّ في نهر دجلة، أُحضِر الى عبد الملك بن مروان بعد غرَقِه عتبانُ بن وُصَيْلة، وقيل أُصيلة، الحروري، وكان من شُراة الجزيرة، فقال له عبد الملك: ألستَ القائل:
فإنْ كان منكُم كان مَروانُ وابنُهُ ... فمنّا أميرُ المؤمنين شَبيبُ
فقال: يا أمير المؤمنين لم أقلْ هكذا، وإنما قلت:
فمنا حُصَيْنٌ والبَطينُ وقَعْنَبٌ ... ومنا أميرَ المؤمنينَ شبيبُ
وفتَح الرّاء من "أمير المؤمنين"، فاستحسن ذلك منه وخلّى سبيله، فخلص من الموت بتغيير حركة."
ـــــــــــــــــــــــــ
(*) "تصحيح التصحيف وتحرير التحريف" له
ـ[أبو عدي]ــــــــ[03 - 07 - 2010, 03:36 م]ـ
توفيت حمادة بنت عيسى بن علي وحضر المنصور جنازتها.
فلما وقف على حفرتها قال لأبي دلامة: ما أعددت لهذه الحفرة؟
قال: بنت عمك يا أمير المؤمنين حمادة بنت عيسى يجاء بها الساعة فتدفن فيها.
فغلب المنصور الضحك حتى ستر وجهه بطرف ردائه حياء من الناس.
[التذكرة الحمدونية]
ـ[تَقْوى]ــــــــ[05 - 07 - 2010, 02:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 2010, 05:01 م]ـ
ومن التحريف الذي نجّى صاحبه من الهلاك، كما ذكر الصفديّ أيضا، ما ورد عن محمد بن الحسن-رحمه الله-من أنه لما حضرَ إلى العراق اجتمع الناس عليه يسألونه ويسمعون كلامه، فرفع خبرَه الحسدةُ إلى الرشيد وقيل: إنّ هذا يفتي بعدم وقوع الأيمان وعدم الحِنْثِ وربما يفسد عقول جندك الذين حلفوا لك، فبعث بمن كبس مكانه وحمل كتبه معه، فحضر إليه من فتش كتبه، قال محمد: فخشيت على نفسي من كتب الحِيَل، وقلتُ بهذا تروح روحي، فأخذت القلم ونقطت نقطةً، فلما وصل إليه قال: ما هذا؟ قلت: كتاب الخَيْل يُذْكَرُ فيه شياتُها وأعضاؤها، فرمى به ولم ينظر إليه.
ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 07 - 2010, 07:24 ص]ـ
كان محمَّد بن يحيَى يُدْعَى بحاملِ كَفَنِه، وذلك ما ذكره الخطيبُ؛ قال: بلغني أنَّه توفِّي، فغُسِّلَ، وكُفِّنَ، وصُلِّيَ عليه، ودُفِنَ، فلمَّا كانَ اللَّيلُ؛ جاء نبَّاشٌ ليسرقَ كفنَه، ففتح عليه قَبْرَهُ، فلمَّا حَلَّ عنه كَفَنَهُ؛ استوَى جالسًا، وفَرَّ النبَّاشُ هاربًا من الفَزَعِ، ونَهَضَ محمَّد بنُ يحيَى هذا، فأخذَ كفنَه معه، وخَرَجَ مِنَ القَبْرِ، وقصدَ منزلَه، فوجدَ أهلَه يبكون عليه، فدقَّ عليهم البابَ، فقالوا: مَنْ هذا؟ فقالَ: أنا فلانٌ. فقالوا: يا هذا! لا يحلُّ لكَ أن تزيدَنا حزنًا إلى حزنِنا. فقالَ: افتحوا، واللهِ أنا فلانٌ. فعرفوا صوتَه، فلمَّا رأوهُ؛ فَرِحوا به فرحًا شديدًا، وأبدل اللهُ حزنَهم سرورًا. ثُمَّ ذَكَرَ لهم ما كان من أمرِه، وأمرِ النبَّاشِ. وكأنَّه قد أصابته سكتة، ولَمْ يكن قد ماتَ حقيقةً، فقدَّرَ اللهُ -بحَوْلِهِ وقُوَّتِه- أن بعثَ له هذا النبَّاشَ، ففتحَ عليه قبرَه، فكان ذلك سببَ حياتِه، فعاش بعد ذلك عِدَّةَ سنين.
[البداية والنهاية، لابن كثير]
[نقلاً عن:
«الهداية
في ترتيب
فوائد
البداية
والنهاية»
تأليف:
ياسر العدني]
ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 07 - 2010, 09:26 م]ـ
قال المدائنيُّ: أُتِيَ خالد بن عبد الله برجلٍ تنبَّأ بالكوفةِ، فقيل له: ما علامةُ نبوَّتك؟ قال: قد نزلَ عليَّ قرآنٌ: (إنَّا أعطيناكَ الكماهر، فصلِّ لربِّكَ ولا تجاهر، ولا تُطِعْ كُلَّ كافرٍ وفاجرٍ). فأُمِرَ به، فصُلِبَ، فقال -وهو يُصلب-: (إنا أعطيناك العمود، فصلِّ لربِّك على عود، فأنا ضامنٌ لك ألاَّ تعود).
[البداية والنهاية، لابن كثير]
[نقلاً عن:
«الهداية
في ترتيب
فوائد
البداية
والنهاية»
تأليف:
ياسر العدني]
¥