فهو لم يقرأ في كل ما قرأ، أو غالب ما قرأ، إلا حيثيات الكراهية والسخط والعداء،
ولايفوتنا أن الكتاب الأجنبي، بهذا الذي فيه من سموم فتاكة، تعضده من نواح كثيرة معضدات أخري، تأتي في ظروف متغايرة، تؤكد لهذا القاريء علي كل تلك المعاني والمعارف والمعلومات التي تشربها عقله ووجدانه من هذه الكتب اللعينة.
الأمثلة كثيرة ومتنوعة ,,,,
وأقرب الأمثلة علي ذلك، وقوع حادث مؤلم، يكون بمحض المصادفة أحد صناعه مسلم أهوج أحمق، قد لا يمت إلي الإسلام إلا بإسمه فقط،،، أو مسلم بئيس، سيء الحظ، لاناقة له فيما جري ساعتئذ ناقة ولاجمل،
وحينئذ، يكون هذا أو ذاك، قد قدم للوضاعين الكذبة والحاقدين الشامتين، أعظم ما يريدون من مساعدة وتعضيد،
ومن ثم، تؤكد لذلك القاريء المسكين علي صدق دعاواهم الباطلة المطبوعة، فتصير عندهم بين غمضة عين وانتباهتها حقيقة صادقة لاريب فيها،
ومثال ثان،،
قد يكتب بعضنا، بحسن نية شيئا غير ذي بال بالنسبة لإهتمامات ذلك القاريء الأجنبي،
فيعمد المضلون إلي نشره، علي أنه أساسيات الإسلام عند المسلمين،
فالإختلاف في مسح كل الرأس أو جزء منها، في الوضوء، لاشك أمر يهمنا نحن المسلمين، نبحث فيه، ونأخذ ونترك، كما تقرر المذاهب الفقهية،
أما عند مثل هذا القاريء الإجنبي،،،
ماذا يمثل له مسح الرأس، أو مسح جزء منها، أو حتي غسلها كاملة،
ومنهم من لايمشط شعر رأسه إلا لماما،
تصل مثل هذه الكتابات إليهم، فيضخمون مدلاولاتها، ويجيدون،،،،
ثم يقدمونها إلي ذلك القاريء،،
ثم يوحون إليه بتعليقهم الخبيث، والذي قد يكون مستترا (تقديرا علي سبيل التخصيص)،،،،،:
(((هذا هو الإسلام))).
وأمر ثالث،،
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليسوا علي وتيرة واحدة، وهذه هي احدي سمات البشر،
المسلمون فيهم المتمسك بدينه، والمتشدد فيه، والمفرط إلي أقصي درجات الإفراط، ومنهم المتهاون، ومنهم الفاسق والزنديق، ومنهم المفرط إلي أقصي درجات التفريط، حتي ليظن به أنه لايحمل في بطاقته من الإسلام إلا الإسم فقط،
ومنهم الجاهل ومنهم المتعلم ومنهم العالم ومنهم المتعالم،،، ومنهم،، ومنهم،، ومنهم،،،،
الأصناف كثيرة ومتعددة،
وعليه،،،، فالتصرفات مختلفة ومتباينة، بل وأحيانا متضادة، متعاندة،
ومن بين كل التصرفات والأفعال الصادرة من المسلمين، لاتسلط أضواء المضلين الحاقدين إلا علي الشاذ المتطرف من بين كل تلك التصرفات،
وتري في ذلك الصدد العجب العجاب،
يهرعون إلي مسجد من المساجد وقد خلا من المصلين إلا القليل، ويصورون بآلات التصوير ثلاثة نفر أو أربعة خلف الإمام، ويقولون هؤلاء هم المسلمون في مساجدهم، ها هي مساجدهم خاوية إلا من أولئك الثلاثة أو الأربعة،
ويصدق القاريء، ويأبي إلا التصديق، ولو اطلعته بأم عينيه فيما بعد علي غير ذلك، فلقد ترسخت في حشايا قلبه تراكمات، وترسخت في ثنايا وتلافيف عقله رواسب لايستطيع منها فكاكا،
ويسارعون إلي تأجيج نار الخلافات والإختلافات التي تحدث ـ وما أكثرها ـ بين آحاد المسلمين وجماعاتهم،
فإذا وصلت إلي قريب من الذروة، تلقفتها أياديهم، لتشكلها تشكيلا يتناسب مع أهدافهم الخبيثة،
وحينئذ يقدمونها إلي قرائهم محكمة الحبك، بما لانقص فيها ولازيادة عليها،
ويقرأ المسكين، فيزداد نهمه إلي المزيد، وكأنه عطشان يشرب الماء المالح، فلا يرتوي، وكلما شرب منه، ازداد عطشا،
بل إنه في مرحلة من المراحل قد يصل إلي درجة، لايستسيغ معها إلا ذلك الملح الأجاج، ولو قدمت إليه رشفة من عذب فرات، فإنه يمجها، ويرفضها،
لقد تعود علي غيرهذا،،
ونحن في عالمنا الإسلامي، لاينقصنا العلم الصحيح الصائب، ولانفتقر إلي الأساطين من العلماء، بل عندنا الكثير والكثير من عوامل دحض كل تلك الأفاعيل،
ولكننا تخندقنا في جانب الدفاع، درءا للتهم المتلاحقة، ودفعا للشبهات المتسارعة، ومقاومة للمباغتات المتتالية،
وتوقفنا عند ذلك إلا قليلا،
لقد نجحوا في ستر كل جميل عندنا عن أعين قرائهم،،
ونجحوا في تنفيذ الكثير من أحبوكاتهم الضالة المضلة،
ونجحوا في إقفال دوائر الإطلاع إلا علي مؤلفاتهم، وكتاباتهم الزائفة،
¥