ملتقي اهل اللغه (صفحة 11190)

وفيها تحريفٌ كثير وسقطٌ في مواضع عديدة.

ثم توالت طبعات الكتاب معتمدة على هذه الطبعة بعجرها وبجرها , دون معارضته على أصوله الخطية العتاق - ومنها نسخةٌ نفيسة بخط الإمام الحافظ إسماعيل بن محمد بن بَرْدِس البعلي سنة 766 , وأخرى محفوظة بمكتبة الأوقاف العراقية كتبت سنة 841 وقوبلت على نسخة المصنف التي بخطه , وثالثة بمكتبة أحمد الثالث كتبت سنة 889 - , ودون مقابلة نقوله على مصادرها , وتقويم ما تحرَّف من نصوصه , وتخريج آثاره وأشعاره إلى غير ذلك من وجوه خدمته على النهج العلمي في نشر النصوص.

وكان من آخرها طبعتان:

الأولى: طبعة دار ابن عفان , بتحقيق علي حسن عبد الحميد الحلبي , واعتمد على طبعة السعادة أو ما نُشِر عنها , فجاءت كهي في التحريف والسقط , وأضاف إليها تحريفات جديدة وأغلاطًا في الضبط وتعليقات ليست من العلم في شيء , ولا أثر في عمله لما زعم أنه رجع إليه من النسخ الخطية على تأخر زمانها.

والثانية: طبعة دار ابن خزيمة , بتحقيق عامر علي ياسين , واعتمد كذلك على المطبوعة , وقابل نصفها تقريبًا على قطعة خطية متأخرة من النسخ النجدية , واجتهد في التعليق على القضايا الطبية ونحوها بما استجد من علوم العصر , وحاول إصلاح ما استشكله من عبارات الكتاب , لكنه أسرف في التغيير والزيادة , وبقي السقط والتحريف على حاله في مواضع كثيرة.

واكتفى المحققان بتخريج الأحاديث المرفوعة , وأعرضا عن تخريج الآثار والأشعار والأمثال والأقوال وتوثيق النقول ومقابلتها.

وفيما يلي نماذجُ لما أجملتُ من ملاحظات على تينك الطبعتين , أما استقصاؤها فمما يثقل تدوينه وعدُّه , وليس هو من غرضي , وقد نبهتُ في حواشي التحقيق على التحريفات التي وقعت في أصول الكتاب الخطية أو بعضها وتابعتها المطبوعات , فمن أحب أن يقف على بحرٍ من الأمثلة لما ذُكِر فليتتبع تلك المواضع , أما ما اتفقت الأصول فيه على الصواب ووقع محرفًا في المطبوعات فقد اطَّرحت ذكره هناك , وهو كثير.

أولاً: السقط.

فمن أمثلة ذلك , والعزو إلى طبعة الحلبي , وقد جعلت الساقط بين معكوفين:

- (1/ 118): " فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته , [وهذا غاية ما يكون من الفرح وأعظمه , ومع هذا فالله سبحانه أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من فرح هذا براحلته] ".

- (1/ 479): " وأما الظن فمنهم من وافق على أنه يكون [بمعنى العلم , ومنهم من قال: لا يكون] الظن في موضع اليقين ".

- (1/ 518): " وينزلونه على مذاهبهم الباطلة [وكذلك تفسير الجهمية والمعتزلة والرافضة للآيات التي ينزلونها على أقوالهم الباطلة] ".

- (2/ 19): " إلى أن تأتي إلى كل واحد من هذه الأجسام التي فيها هذه الحواس, [ومنشأ هذه الأعضاء من القلب , وهو مركب من أشياء تشاكل جميع هذه الأجسام التي فيها هذه الحواس] ".

- (2/ 194): " والأذنان صاحبا الأخبار يؤدِّيانها إليك. [فاللسانُ رسولٌ إلى? خارج , والأذنان رسولان من خارجٍ إليك؛ فهما يؤدِّيان إليك] , واللسانُ يبلِّغُ عنك ".

- (2/ 349): " وإمَّا أن يقال: يمتنعُ وجودُ كلٍّ من الأثرين , [وهو ممتنعٌ أيضًا؛ لوجود مقتضيه. وإمَّا أن يقال بوِجدان أحدهما دون الآخر مع تساويهما] , وهو ممتنع؛ لأنه ترجيحٌ لأحد الجائزين من غير مرجِّح ".

- (2/ 395): " فإذا أخبَر المتكلِّمُ بخبرٍ مطابقٍ للواقع , وقَصَد إفهامَ المخاطَب [إياه صَدَق بالنِّسبتين؛ فإنَّ المتكلِّم إن قَصَد الواقع وقَصَد إفهامَ المخاطَب] فهو صدقٌ من الجهتين ".

- (2/ 456): " كما يُشْعِرُ به لفظُ «الأغراض» من الإرادات [الفاسدة والأمور التي يكون الفاعلُ محتاجًا إليها , مستفيدًا لها من غيره؟ أم ماذا تعنُون بالأغراض؟] , فإن أردتم المعنى? الأوَّل ".

- (2/ 467): " إذا كان الأحولُ يرى? القمرَ ?ثنين لم يَبْق لنا وثوقٌ [برؤية الصحيح العينَين له واحدًا , وإن كان المَحرورُ يجدُ طعمَ الماء العَذب والعسل مُرًّا لم يَبْق لنا وثوقٌ] بكون صحيح الفم يذوقُه عذبًا وحُلوًا ".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015