وضاقت بما هي عليه من ذنب. وقد بين القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: (وَضَاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِمَا رَحبَت وَضَاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنُّوا أَن لاَ مَلجَأَ مَن الله إِلاَّ إِلَيهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا) .
ولهذا قال رويم البغدادي: التوبة هي إسقاط رؤية التوبة. أى إسقاط رؤيتها صادرة من نفس المسلم، بل منه من الله إليه، وهو منفذ لها بعد ما تحركت نفسه إليها، وصدق افتقاره إلى ربه، ولم يجد له مفرا من نفسه غلا إلى الله تعالى، وصدق في التخلق بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فحينئذ يسعفه الله تعالى بالتوفيق إليها، ويعينه على تحقيقها.
وهل ينسى التائب ذنوبه التي تاب عنها؟ أو يذكرها ليندم عليها؟ والإجابة على هذا في مناقشة حدثت بين السري السقطي، وشاب من العباد، رواها الجنيد البغدادي، قال: دخلت على السري فوجدته متغيرا، فقلت له: مالك؟ قال: دخل على شاب فسألني عن التوبة، فقلت: ألا تنسى ذنبك، فعارضني وقال: