وفي الصفحة نفسها س 2: «وحكى الربيع المرادي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: آلات الرئاسة خمسة: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء بالعهد، وابتذال النصيحة، وأداء الأمانة».
ذكر العبادي هذه الحكاية أثناء ترجمة الربيع الجيزي، ولا علاقة لها بترجمته، إذ أنها سبقت في ترجمة الربيع المرادي ص 14. والربيع المرادي هو الذين يتوقع منه الحكاية عن الشافعي، فهو كما يقول ابن السبكي: «صاحب الشافعي وراوية كتبه، والثقة الثبت فيما يرويه. وقد اتصل بخدمة الشافعي وحمل عنه الكثير وحدث عنه به».
في حين لم يكن للربيع الجيزي من الإمام الشافعي سوى الرواية عنه فقط. ويلاحظ أيضاً أن النص في ترجمة الربيع المرادي بدا مبتوراً هكذا: «الرئاسة خمسة».
وهنا يقول: «وابتذال النصيحة»، وهناك: «وبذل النصيحة»، وهو الصواب، فإن الابتذال ضد الصيانة. كما يقول صاحب القاموس.
وكل هذا يدل على أن المحقق بمعزل عن النص. والاشتغال بتحقيق النصوص يقتضي المعايشة الكاملة للنص المحقق، بحيث يكون المحقق مالكاً لزمام عمله، مفتح العينين لكل خبر وحكاية.
ص 22 س 13: «وفيه قول آخر أنه فيها من غير قطع»، والأولى أن توضع كلمة «يدخل» قبل «فيها»، كما في النسخ الثلاث التي أشار إليها المحقق في الهامش. والضمير يرجع إلى الصلاة.
ص 24 س 5: «هذا لا نعرف»، الأولى قراءة النسخ الثلاث التي بالهامش «لا نعرف هذا»، ويقرأ ما في الصلب «لا يعرف» بالبناء للمجهول. ويجب أن يتخذ المحقق موقفاً تجاه اختلاف النسخ، وألا يكون عبداً للأصل إذا كان واضح الخطأ.
وفي الصفحة نفسها س 10: «أبو طيب»، والصواب: «أبو الطيب»، وانظر ما كتبته عن ظاهرة حذف «ال» التي تكررت عند المحقق ص 14 س 1.