يخيل للناظر أن مصر قد فقدت علماءها ومفكريها وأدباءها، ولم يبق على ظهرها إلا أهل التمثيل والمغنى. على أن هذه البرامج الخفيفة قد ترضي بعض الأذواق، ولكنه رضا موقوت، على ما قال ابن الرومي:
وقد يفضلها قوم لعاجلها ... لكنه عاجل يمضي مع الريح
والعجيب أن كثيرًا من برامج هذه الفضائيات العربية الجادة مسجلة في مصر، وتقوم على شخصيات مصرية، وهؤلاء المصريون الذين يتعاملون مع تلك القنوات يحبون بلدهم مصر، بل ويعشقونها، ويقولون: "يا حبيبتي يا مصر"، ولكنهم يتصرفون وفق القاعدة التي تقول: "الصلاة خلف علي أتم، لكن الطعام على مائدة معاوية أدسم".
فعلى قناتنا المصرية إذا أرادت أن تزاحم وتنافس: أن تجود وتحسن، وإلا انصرف الناس عنها، وغابت صورة مصر المحروسة.