قال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد، واكفروا به في آخر النهار، ثم قال بعضهم لبعض: ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم، فكان يهودياً، فالآية تحكي عن مكر اليهود، ومحاولتهم تشكيك المؤمنين في دينهم، ورغبتهم في أن يرجعوهم عن دينهم، ولا تخاطب الآية المؤمنين وتنهاهم عن متابعة غير المسلمين، وانظر: أسباب النزول ص 104، وتفسير الطبري 5/ 511.
في يوم جمعة وفي أثناء الخطبة اندفع الخطيب يحث المصلين على اصطحاب أطفالهم لحضور الجمعة والجمعات، وأخذ يحشد الأدلة والشواهد، إلى أن انتهى إلى قوله تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31]، فكبا كبوة لا ينهض منها، وعثر عثرة يصعب عليه التخلص منها، وذلك أنه رد "الزينة" في هذه الآية إلى أختها في سورة الكهف 46 {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}، ويا بُعد ما بينهما! وقد غفل هذا الخطيب عن سبب نزول تلك الآية، وهو ما روي عن ابن عباس أنهم كانوا في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، الرجال بالنهار، والنساء بالليل، وكانت المرأة تقول وهي تطول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله
فالزينة في سورة الأعراف: هي الثياب، وما وارى العورة، وكذلك تفسر "الزينة" في الآية التي تلي ذلك: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده} [الأعراف: 32]، وانظر: أسباب النزول ص 222، وتفسير الطبري 12/ 389.
يقول تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق اليل وقرءان الفجر إن قراءن الفجر كان مشهوداً (78)} [الإسراء: 78].
يخطئ بعض الناس في تفسير "قرآن الفجر" هنا بأنه القرآن الذي يتلى ساعة الفجر، ثم يخطئ بعض المذيعين حين يقدمون التلاوة في ذلك الوقت، فيقولون: قرآن الفجر يتلوه الشيخ فلان. والصحيح أن المراد بقرآن الفجر، هو صلاة الفجر، أي صلاة الصبح، وعبر عنها بالقرآن خاصة دون غيرها من الصلوات؛ لأن القرآن هو أعظمها. إذ قراءتها طويلة ومجهور بها. قال القرطبي: "وقد استقر عمل المدينة