المحرر الوجيز 2/ 520، والقرطبي 3/ 406، وابن كثير 1/ 500، لكن المحققين على غير ذلك.
قال الزركشي في البرهان 4/ 143: "وأما قوله تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، فظن بعض الناس أن التقوى سبب التعليم، والمحققون على منع ذلك، لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط، فلم يقل: "واتقوا الله يعلمكم"، ولا قال: "فيعلمكم الله"، وإنما أتى بواو العطف، وليس فيه ما يقضي أن الأول سبب للثاني، وإنما غايته الاقتران والتلازم، كما يقال: زرني وأزورك، وسلم علينا ونسلم عليك، ونحوه، مما يقتضي اقتران الفعلين والتعارض من الطرفين، كما لو قال عبد لسيده: أعتقني ولك علي ألف، أو قالت المرأة لزوجها: طلقني ولك ألف، فإن ذلك بمنزلة قولها: بألف أو علي ألف، وحينئذ فيكون متى علم الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب لك. ونظير الآية قوله تعالى: {فاعبده وتوكل عليه} [هود: 123].
وقال أبو حيان في البحر المحيط 2/ 354: "ويعلمكم الله: هذه جملة تذكر بنعم الله التي أشرفها التعليم للعلوم، وهي جملة مستأنفة لا موضع لها من الإعراب، وقيل: هي في موضع نصب على الحال من الفاعل في (واتقوا) تقديره: واتقوا الله مضموناً لكم التعليم والهداية ... وهذا القول -أعني الحال- ضعيف جداً، لأن المضارع الواقع حالاً لا يدخل عليه واو الحال إلا فيما شذ من نحو: قمت وأصك عينه، ولا ينبغي أن يحمل القرآن على الشذوذ".
يقول الله تعالى: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران: 77].
وهذه آية يضل في فهمها كثير من الناس، وبخاصة تلك الطائفة من المتعصبين الجهلة، يقولون: إن الله نهانا أن نسمع لمن ليس من ديننا، وألا نتبع إلا من هم على ديننا الإسلامي الحنيف، وسياق الآية وسبب نزولها ينفيان ذلك، فالآية السابقة تقول: {وقالت طائفة من أهل الكتاب أمنوا بالذى أنزل على الذين أمنوا وجه النهار وأكفروا أخره لعلهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم}، فالآية نزلت في اليهود، حيث