جداً، ومتينة جدا، وإن بينه وبين كثير منهم مودة وصفاء. ومن أقدمهم في حياة محمود شاكر: الطبيب عالم النبات والحيوان الفريق أمين باشا المعلوف، يقول محمود شاكر في وصفه: "دخل علينا رجل عظيم القدر، كنت أحبه ويحبني كان يومئذ شيخاً فوق الستين، وكنت أتوهمه فوق السبعين، كان ذكي العينين باسم الثغر"، ثم ذكر فضله عليه وإطلاعه إياه على نسخة من ديوان المتنبي بشرح اليازجي، وعلى هوامشها فوائد جليلة - لاحظ أن محمود شاكر في هذا الوقت كان فتى في السادسة والعشرين من عمره. انظر كتابه: المتنبي ص 43.
ومنهم فؤاد صرُّوف ويعقوب صرُُّوف، صاحبا المقتطف، وقد افردا له عددًَ خاصاً من المقتطف، نشر فيه كتابه الرائد عن المتنبي (يناير 1936). ويقول محمود شاكر في بيان قصة تأليفه كتابه عن المتنبي: "والفضل في الذي بلغته مردود كله إلى أخي وصديقي الذي لا أنساه الأستاذ فؤاد صروف، أطال الله بقاءه".
ثم شفيق ونجيب متري، أصحاب دار المعارف، وقد اختار مطبعتهم لطبع الستة عشر جزءاً من تفسير الطبري، الذي هو من أبرز أعماله التحقيقية. ثم الأديب الكبير عادل الغضبان، الذي يقول عن محمود شاكر، في آخر قصيدة القوس العذراء: "التقى صديقنا رفيق الصبا وخِدن الشباب الأستاذ محمود محمد شاكر بصاحب دار المعارف شفيق متري .. وتطرق الحديث بينهما إلى الكلام على العمل وتجويده ... "، ويخاطب محمود شاكر عادل الغضبان في آخر "القوس العذراء"، ولم يُسَمِّه، ولكنه ذكر لي أن المقصود هو عادل الغضبان، يقول له: "ولكنك بعثت كوامن نفسي منذ رايتك، فتوسَّمت وجهك وعرفت فيه شيئاً أخطأته في وجوه كثير من أهل زماننا". ومن فضلاء المسيحيين الذين كان يحبهم محمود شاكر ويوسع لهم في مجلسه صديقنا الأديب المؤرخ الودود الأستاذ وديع فلسطين.
أما صديقه الأثير من الأحباب المسيحيين، في الأعوام الأخيرة فكان العلامة الدكتور مجدي وهبه عضو مجمع اللغة العربية، وكان محمود شاكر كَلِفاً به، محباً له، وكان يختار مجلسه بجواره في الاجتماعات الأسبوعية لمجمع اللغة العربية، ثم