وعيَّرها الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهرٌ عنك عارُها
وقوله: "ظاهر عنك عارها"، أي زائل عنك هذا العار لا يعلق بك.
وهذه الكلمات قالها الدكتور ماهر بجريدة الأهالي 8 من أكتوبر 1997 م، في سياق كلام له عن ديوان "أغاني العاشق الأندلسي" لصديقنا الشاعر عبد اللطيف عبد الحليم (أبو همام)، فحين عرض الدكتور ماهر لقصيدة أبي همام عن شيخه وشيخنا أبي فهر في عيد ميلاده الثمانين، فتح أقواساً واستفرغ فيها جهداً بهذا الكلام عن أبي فهر: " لا أستطيع مهما بلغت بي الرغبة في أن أكون منافقاً أن أتظاهر بأني حزنت على رحيل الرجل الذي سبّ لويس عوض العظيم سبّاً قبيحاً".
يا دكتور ماهر: حاشاك أن تكون منافقاً، لماذا تركب هذا المركب الصعب؟ قل في محمود شاكر ما تشاء، لكن لا ينبغي أن تكون كراهيتك له من أجل موقف واحد، هو موقفه من لويس عوض! فما يمال لك إلا ما قد قيل للذين من قبلك: لقد غضبتم من محمود شاكر لأنه جرح لويس عوض، ولم تغضبوا من لويس عوض لأنه قتل أمة بأسرها، أو أراد أن يقتلها، فغضبتم من جارح، ولم تغضبوا من قاتل، فكنتم كما قال الفرزدق:
أََتغْضَبُ إن أذنا قُتَيْبَة حُزَّتا ... جِهاراً ولم تغضب لقَتْل ابن خازِمِ؟
ومهما يكن من أمر فقد خاض محمود شاكر معركة شرسة مع الدكتور لويس عوض بسبب مقالات هذا في جريدة الأهرام حول "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، وكان لويس عوض قد ذهب إلى أن أبا العلاء قد تأثر بالفكر اليوناني والأدب اليوناني، وأن "رسالة الغفران" تتشابه في كثير من جوانبها مع مسرحية "الضفادع" لأرسطوفانيس، وقد غضب محمود شاكر من هذه المقالات غضباً شديداً، واستخرجت منه آراءه وأفكاره التي طوى عليها صدره رَدَحاً من الزمن، فهبّ يدفع مقالات لويس عوض، ثم استطرد إلى فتن أخرى كثيرة، تريد أن تغتال تاريخ الأمة اغتيالاً، ومنها: قضية الدعوة إلى العامية في مصر. وقد أودع ذلك كله كتابه الدامغ "أباطيل وأسمار".