ولقد كان محمود محمد شاكر أستاذ الأستاذين. فيجب عليك أن تبرأ من هذا الكلام وتخرج من عُهدته، ثم تتوب إلى ربك وتستغفره بعد أن تغسل فمك سبع مرات إحداهن بالتراب، ليطهر من هذه البذاءات التي خرجت منه.

وعلى المستوى الشخصي فقد أدميت قلبي، وأوجعت ظهري، فلساني لا يطاوعني أن أقول لك ما يقوله بعض الناس في مثل هذه المواقف: سامحك الله، أو غفر الله لك، ولكني أدعو عليك بأن يُسْخِنَ الله عينَك، وأن يُقَيِّض لك من يكوي منك الرأس والدماغ، ولا يمنعني من الاسترسال في الدعاء عليك إلا حديثه صلى الله عليه وسلم: "لا تُبَرِّدوا عن الظالم"، أي لا تشتموه وتدعوا عليه، فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه. وقوله لعائشة رضي الله عنها وقد سمعها تدعو على سارقٍ سرقها، فقال: "لا تُسَبِّخي عنه بدعائك عليه"، أي لا تخففي عنه الإِثم الذي استحقه بالسرقة.

ولو قام تلاميذ محمود شاكر - وهو كُثُر في الشرق والغرب - بِرَدّ شتائمك عليك وبَسْط ألسنتهم بالسوء فيك، ما كان عليهم لوم ولا تثريب، ولا تجزع ولا تفزع من فعلهم، فأنت البادئ وأنت المعتدي، وقد قال أبو ذؤيب الهذلي:

لا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ أنت سِرْتَهَا ... فأؤَّل راضي سُنَّةٍ من يسيرُها

وإذا كنت قد وصفت شيخنا بأنه يدور كالثور الهائج - وهذه عظيمة من العظائم - فإني أنشدك أيضاً لأبي ذؤيب، من القصيدة نفسها:

فلا تك كالثور الذي دُفِنَتْ له ... حديدةُ حَتْفٍ ثم ظَلَّ يُثيرها

وصدق الله العظيم: {ولمن انتصرف بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}.

وتبقى قضية لا بدَ من الإِشارة إليها وبيان وجه الحق فيها، على سبيل الوجازة والاختصار، وهي قضية (محمود شاكر ولويس عوض)، وآخر ما رايته من ذيولها كلمات قالهن الدكتور ماهر شفيق فريد، وهو كاتب مثقف محتشِد، لكنه أنبأنا الآن انه من مريدي ومحبي الدكتور لويس عوض، ولا بأس ولا نكران، وإن من حقه علينا أن ينشدنا قول أبي ذؤيب الهذلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015