حصل على شهادة البكالوريا - الثانوية العامة - القسم العلمي، فقد كان أبوه يُعدّه ليكون طبيباً، من المدرسة الخديوية سنة 1925 م.
في سنة 1926 م التحق بكلية الآداب، الجامعة المصرية، واستمر بها إلى السنة الثانية، حيث نشب الخلاف المعروف بينه وبين الدكتور طه حسين حول (قضية الشعر الجاهلي)، وقد أفضى هذا الخلاف إلى أن يترك الدراسات الجامعية كلها.
وفي سنة 1347 هـ = 1928 م سافر إلى الحجاز مهاجراً، وهناك أنشأ بناءً على طلب من الملك عبد العزيز آل سعود، مدرسة جدة السعودية الابتدائية وعمل مديراً لها، ولكنه ما لبث أن عاد إلى القاهرة في أواسط عام 1929 م، ومنذ ذلك التاريخ وهو ملازم بيته وكتبه، لم يَلِ عملاً وظيفيّاً يأكل وقته، ولم يتقلد منصباً يريد له أن ينمو ويُكْسِبه الوجاهة عند الناس.
وقد أخذ نفسه منذ طراءة الصبا وأوائل الشباب بأسلوب صارم حازم، فقرأ القرآن صبيّاً، وقرأ "لسان العرب" كله وهو طالب بالتعليم الثانوي، ثم أقبل على قراءة الشعر مبكراً، ويحفظه لاكما يحفظه الناس؟ مقطوعات للإِنشاد والتسلي والمطارحة في المجالس، وإنما الشعر عنده باب العربية كلها، وقد قاده الشعر إلى كتب العربية كلها، والمكتبة العربية عند أبي فهر كتاب واحد، والعلوم العربية عنده علم واحد، فهو يقرأ "صحيح البخاري" كما يقرا "أغاني أبي الفرج"، ويقرأ: "كتاب سيبويه"، كما يقرأ: "المواقف" لعضد الدين الإِيجي.
وهكذا خالط أبو فهر العربية منذ أيامه الأولى، وعرف مناهج الكتب، وطرائق الكتاب، في مختلف فنون العربية، وخبر مصطلحات الأقدمين وأعرافهم اللغوية، وهذا فَرْق ما بينه وبين سواه من الكتاب والنقاد، فأنت قد تجد ناقداً ذا ذوق وبصيرة، ولكن محصوله اللغوي على قدر الحاجة، وقد تصادفه يجمع بين الذوق والبصيرة واللغة، ولكن معارفه التاريخية لا تتجاوز الشائع العام الدائر على الألسنة، وقد تراه فاز من الثلاثة بأوفر الحظ والنصيب، ولكنك لن تجد عنده ما تجد عند أبي فهر من