السيرة الذاتية .. والصدق مع النفس [2] (?)

أثار الأديب صلاح عيسى سؤالا محدداً حول "السيرة الذاتية"، وهو السؤال الذي لم يُجب عليه أحد، وتحدثنا في العدد الماضي من الهلال عن مدى الصدق مع النفس من الذين يكتبون سيرهم الذاتية، وهل يذكرون العيوب والنقائص بجانب ذكرهم للمحاسن والمآثر، واستعرضنا ألوان السير الذاتية وصور الاعترافات ومدى صدقها من زيفها.

وفي هذا المقال نتناول نماذج من كلام الناس وصدقهم في الإِبانة عن دخائل نفوسهم، ومدى حرصهم على الحديث عن جوانب الضعف والقوة في شخصياتهم.

ونترك باب الأجوبة المسكتة، وباب الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الصواب، ودلالة ذلك كله على صدق النفس، وننظر ونتأمل في كلام الناس عن ذواتهم، وصدقهم في الإِبانة عن دخائل نفوسهم وما تنطوي عليه قلوبهم، غير هيَّابين ولا وجلين، ولو كان ذلك في ظاهره مما يصادم العقيدة، أو يخالف المذهب.

روي أن عبد الله بن الزبير قطع ذِكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة جُمعاً كثيرة، فاستعظم الناس ذلك، فقال: إني لا أرغب عن ذكره، ولكن له أُهَيْل سوء) تصغير أهل) إذا ذكرته اتْلَعوا أعناقهم (أي مدوها ورفعوها)، فأنا أحب أن أكبتهم"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015