تلقيت في بريدي مجموعة مختارة من مطبوعات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وقد زان هذه المجموعة رسالة رقيقة من المدير العام للمنظمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، ولم أشرف بمعرفة هذا الرجل من قبل، وما دله علي إلا تلك المقالات التي أنشرها بالهلال، كما ذكر في رسالته الطيبة الزكية، التي فاضت بالثناء المستطاب علي والرضا الكامل عما أكتب، وهذه نعمة أحمد عليها، وأشكر من أسداها، ثم أنشده قول أبي نخيلة السعدي:
شكرتك إن الشكر حبل من التقى ... وما كل من أوليته نعمة يقضي
ونوهت من ذكري وما كان خاملًا ... ولكن بعض الذكر أنبه من بعض
وكان الأولى بي الإمساك عن ذكر هذا البيت الثاني، لولا حلاوة هذا الشعر، وقوة الآصرة بين البيتين، وإن أردت الكلمة كلها فاطلبها في أمالي أبي علي القالي 1/ 30، وانظر ما استخرجه منها الشيخ عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز 484، ثم اقرأ أخبار أبي نخيلة في الأغاني 20/ 390 (تنبيه: العرب تطلق الكلمة على القصيدة، وهو شائع مستفيض في كتبهم).
ثم أما بعد: فلنقف قليلًا عند هذه الرسالة التي شرفني بها المدير العام للمنظمة الإسلامية، وهي رسالة غريبة في زماننا هذا ذي التعاجيب، فهذا مدير مؤسسة علمية مقرها الرباط عاصمة المغرب الأقصى، يتابع ما يكتبه كاتب في مجلة الهلال