يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كل عشر»، قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كل سبع، لا تزد على ذلك»، قال: فشددت، «فشدد علي»، وقال لي: «إنك لا تدري، لعلك يطول بك عمر». قال فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم. جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين بن الأثير 2/ 471، 472، وجمع للحديث طرقاً أخرى.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال «لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله»، وروي عنه أيضاً أنه قال: «لأن أقرأ القرآن في ثلاث أحب إلي من أن أقرأه في ليلة كما يقرأ هذرمة». والهذرمة: السرعة في الكلام والمشي، وقال: هذرم في كلام هذرمة: أي خلط، ويقال للتخليط: الهذرمة.
وثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «أن رجلًا قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: أهذا كهذ الشعر؟ إن أقواماً يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع»، أراد: أتهذ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر؟ والهذ: سرعة القطع. والمفصل من سور القرآن: من سورة الحجرات إلى سورة الناس، وقيل غير ذلك، وسمي مفصلًا لكثرة الفصول بين سوره، أو لقلة المنسوخ فيه، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي 4/ 194.
وسئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة، قيامهما واحد، وركوهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهم أفضل؟ فقال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا (106)} [الإسراء: 106]، وانظر بيان ذلك كله في: المرشد الوجيز ص 197، والتبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص 71.
وإذا كان كثير من الناس يشتدون ويجتهدون في ختم القرآن في رمضان أكثر من