ودّع تهامة لا وداع مخالق «1» ... بذمامة لكن قلى وملام

لا تنكرى «2» هجرا مقام غريبة ... لن «3» تعدمى من ظاعنين تهام

قالوا: فما ترين يا زرقاء؟ قالت: مقام وتنوخ، ما ولد مولود وأنفقت فروخ، إلى أن يجيء غراب أبقع، أصمع أنزع، عليه خلخالا ذهب، فطار فألهب، ونفق فنعب، يقع على النّخلة السّحوق، بين الدّور والطريق، فسيروا «4» على وتيره، ثم الحيرة الحيرة «5» . فسمّيت تلك القبائل تنوخ لقول الزرقاء: مقام وتنوخ. ولحق بهم قوم من الأزد، فصاروا إلى الآن فى تنوخ، ولحق سائر قضاعة «6» موت ذريع.

قال: وخرجت فرقة من بنى حلوان بن عمران، يقال لهم بنو تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ورئيسهم عمرو بن مالك التّزيدىّ، فنزلوا عبقر من أرض الجزيرة «7» ، فنسج نساؤهم الصّوف، وعملوا منه الزّرابىّ، فهى التى يقال لها العبقريّة، وعملوا البرود، وهى التى يقال لها التزيديّة؛ وأغارت عليهم التّرك، فأصابتهم، وسبت منهم، فذلك قول عمرو بن مالك بن زهير:

ألا لله ليل لم ننمه ... على ذات الخضاب مجنّبينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015