ذكره السمعاني في مشيخته فقال: كان أديبا فاضلا بارعا له الباع الطويل في معرفة النحو واللغة، واليد العليا الباسطة في النظم والنثر، وله ردود «1» على جماعة من قدماء الفضلاء، ومشاعرات ومنافرات مع الفحول والكبراء، وكان أكثر فضلاء خراسان قرأوا الأدب عليه وتلمذوا له. سمع بأخسيكث أبا القاسم محمود بن محمد الصوفي، وبمرو جدّي أبا المظفر السمعاني. سمعت منه كتاب الآداب والمواعظ للقاضي أبي سعد الخليل بن أحمد السجزي بروايته عن محمود الصيرفي عن أبي عبيد الكرواني عن المصنف. كانت ولادته في حدود سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي بمرو فجأة ليلة الاثنين لأربع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.

[- 194-]

أحمد بن محمد الآبي أبو العباس

: كان من أهل آبة من ناحية برقة، وسافر إلى اليمن تاجرا، واجتمع بأبي بكر السعيدي بعدن. وحدثني المولى المفضل جمال الدين بقصته مع السعيدي عنه أنه سمعها منه، ثم قدم الاسكندرية وأقام بها، فجرى بينه وبين القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن [شكر] قاضي الاسكندرية ما أحوجه إلى قدومه إلى القاهرة، وشكا منه إلى الصاحب صفي الدين ابن شكر فلم يشكه، فأقام بالقاهرة إلى أن مات، وكان شكواه من قطع رزقه من مسجد كان يصلّي فيه أو نحو ذلك. وكان قدومه إلى القاهرة في سنة ست وستين وخمسمائة، ومات بعد ذلك في نحو سنة ثمان وتسعين، وصنّف كتابا في النحو رأيته بخطه، وهي مسائل منثورة.

حدثني المولى القاضي المفضل جمال الدين قال: دخلت إلى الصاحب أبي بشر وهو في مجلسه، فجلست إلى جانبه فانشدني متمثلا:

إنّك لا تشكو إلى مصمّت ... فاصبر على الحمل الثقيل أو مت

إشارة إلى أنه لم يشكه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015