المجرحة إثر نزوة حمقاء، فوجد في مرو ما ينسيه جميع رواسب الماضي، وجد قوما لطفاء ليني الجانب، فيهم دماثة وحسن عشرة فأحبهم، ونوى أن يقضي بقية عمره بينهم، وزاده محبة لمرو أنه وجدها أغنى المدن الإسلامية بخزائن الكتب، وفي خزائنها وجد كنوزا يستطيع أن يطالعها وينسخها، أي وجد فيها زاده الثقافي وزاده المعاشي، وهو يذكر أنه حين فارقها كانت تحتوي عشر خزائن:
(1) الخزانة العزيزية، نسبة إلى عزيز الدين الزنجاني، وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها، وكانت مودعة في جامع مرو، وتسمّى أيضا «الخزانة الفقاعية» لأن الزنجاني واقفها كان مسؤولا عن تحضير شراب الفقاع للسلطان سنجر.
(2) الخزانة الكمالية (ولا يدري ياقوت إلى من تنسب) .
(3) خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعد محمد بن منصور، ومحلها مدرسة باسمه، وقد رأى فيها أو في الخزانة الفقاعية كتابا في عدة مجلدات تصنيف «الغوري» وتأمّل الكتاب فوجده أجمع كتاب، كثير الألفاظ قليل الشواهد، وهو من الكتب التي انفردت بها خزائن مرو، إذ إنه لم يظهر له ذكر لا بالعراق ولا بالشام ولا بمصر «1» .
(4) خزانة نظام الملك محمد بن إسحاق في مدرسته.
(5) و (6) خزانتان للسمعانيين في بعض منازلهم، وقد شاهد في إحداهما نسخة كتاب بخط الأزهري، نسخها وأحضرها معه حين عاد إلى حلب وأطلع عليها القفطي «2» .
(7) خزانة في المدرسة العميدية.
(8) خزانة لوزير يدعى مجد الملك.
(9) الخزانة الخاثونية في المدرسة الخاثونية.
(10) الخزانة الضمرية في إحدى الخانقاهات بالمدينة.
وكان ياقوت يستعير الكتب التي يحتاجها من هذه الخزائن دون رهن حتى ليبلغ