اسمه، ولهذا ترجم القفطي لمؤلف الكتاب باسم «الكيشي» اعتمادا على ما ذكره ياقوت «1» .
وأول مرة يظهر فيها ياقوت وهو ما يزال يتجر لعسكر الحموي، العام 594، أي كان عمره عشرين سنة أو أزيد قليلا، ولكن لا بد أن نفترض أنه كان ناشطا في الرحلات التجارية قبل ذلك بسنوات، أي بعد أن قضى فترة وهو يزاول التجارة المحلية مساعدا لعسكر. في ذلك العام ورد آمد، ولا ريب في أن أهدافه الأولى من ورودها كانت تجارية، ولكنه لما خالط بعض أهلها ووجدهم يلهجون بذكر علي بن الحسن بن عنتر المعروف بشميم الحلي، تاق إلى لقاء ذلك اللغوي الشاعر، فقصده إلى حيث يسكن في إحدى حجر مسجد الخضر، وكان الحلي حينئذ شيخا كبيرا قضيف الجسم وبين يديه «جامدان» مملوء كتبا من تصانيفه دون سواها؛ وبعد التسليم دار بينهما حوار يستحق أن ينقل على حاله «2» (مع تعديل يسير) :
ش (شميم) : من أين أنت؟.
ي (ياقوت) : من بغداد، وقد جئت لأقتبس من علوم المولى شيئا.
ش: أي علم تحب؟.
ي: أحبّ علوم الأدب.
ش: إن تصانيفي في الأدب كثيرة، وكلها من نتائج أفكاري، وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في الأدب أنشأت من جنسه ما يخمل التصنيف السابق. أبو تمام أنشأ حماسة، أما أنا فعملت حماسة من أشعاري. أبو نواس تميز في الخمر فعملت كتاب الخمريات من شعري. لو عاش أبو نواس لا ستحيى أن يذكر شعره في الخمر لو سمع خمرياتي. الناس أعجبوا بخطب ابن نباتة لذا صنفت كتاب الخطب، فليس للناس اليوم اشتغال إلا بخطبي.
ليس أبو تمام سوى كلب ... وأبو نواس كلب آخر. اسمع خطبة كتابي في الخمريات ( ... ) واسمع أيضا بعض أشعاري في الخمر (ينشده) .
ي: هذا شعر حسن.