ذلك العقد المكنون والدر المصون، فكانت النعمى تكمل والمسرة تشمل، وها أنا أرتقب لذلك السمط أن تؤلف فرائده، وتجمع بدائده، وأنتظر لوصوله يوما تقلّ همومه وتكثر حواسده، فما ذاك بمتعذر عليه متى رامه، ولا بمعوزه ان سرح سوام الفكر فيه وشامه. ولرأيه في ذلك ومعرفته وانجاز الوعد جريا على كريم عادته مزيد من علاء لا يطرأ الأفول على أهلته، إن شاء الله تعالى وحده.
: رجل فاضل وأديب كامل متقن، سمع الحديث الكثير ببغداد من ابن كليب وابن بوش وغيره فأكثر، وكتب بخطه الكثير وصنف، ولقيته ببغداد، وكان لي صديقا معاشرا حسن الصحبة عذريّ القلب جيّد الشعر، أنشدني كثيرا من شعره لم أثبته، ثم فارق بغداد وحصل في بلاد الجبال واستوطن بروجرد وتأهّل بها، وولد له، وصنف بها تصانيف في الأدب كثيرة منها «شرح الايضاح» .
الأنصاري الدسكري المعروف بابن البرفطي، والدسكرة قرية من قرى نهر الملك سكن بها أجداده، وقرف وغلظ اسمه بالنسبة إلى برفطا، وهي أيضا قرية من قرى نهر الملك فغلب عليه هذا الاسم.
ولد ببغداد في شهر رمضان من شهور سنة ست وستين وخمسمائة. ومات رحمه الله في أول رجب سنة خمس وعشرين وستمائة، وخلّف خمسة وعشرين قطعة بخطّ ابن البواب لم تجتمع في زماننا عند كاتب، وكان يغالي في شرائها؛ وله شعر من جملته: