بعيد توهيم الوقاع والنظر ... كأنما عيناه في حرفي حجر
بين مآق لم تخرّق بالإبر
وقال في وصف أفعى [1] :
منهرت الشدق رقود الضحى ... سار طمور بالدجنات
وتارة تحسبه ميّتا ... من طول إطراق وإخبات
يسبته الصبح وطورا له ... نفح ونفث [2] في المغارات
- 440-
منقذ بن محمد بن منقذ، مكين الدولة أبو الغنائم الكناني: ولد بشيزر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وبها نشأ ثم انتقل إلى دمشق وسكنها، واكتتب في الجيش وكان يحفظ القرآن، وكان أديبا شاعرا، توفي بحلب في شعبان سنة أربع وستين وخمسمائة. ومن شعره:
أدنو بودّي وحظّي منك يبعدني ... هذا لعمرك عين الغبن والغبن
وإن توخيّتني يوما بلائمة ... رجعت باللوم إبقاء على الزمن
وحسن ظني موقوف عليك فهل ... عدلت في الظنّ بي عن رأيك الحسن
وقال:
وقهوة كدموع الصبّ صافية ... تكاد في الكأس عند الشرب تلتهب
يطفو الحباب عليها وهي راسبة ... كأنه فضة من تحتها ذهب