لذَلِك كُله كَانَ – ومازال - الْقُرْآن وسيظل حَتَّى يَرث الله الأَرْض وَمن عَلَيْهَا الْمصدر الأول للتشريع الإسلامي يستمد مِنْهُ الْمُسلمُونَ عقيدتهم الَّتِي يُؤمنُونَ بهَا، ويجدون فِيهِ معالجة لجَمِيع جَوَانِب حياتهم دنيا وَآخره.

وَمِمَّا تجدر الْإِشَارَة إِلَيْهِ – هُنَا - أَن منهاج التربية فِي الْقُرْآن جَاءَ بِنَاء على فهم حَكِيم لمتطلبات الطبيعية البشرية، ونظرة كُلية فِي إطار الْمُجْتَمع الَّذِي يعِيش فِيهِ، وَفِي إطار مُقَدّر الْإِنْسَان على اتِّبَاع الْخَيْر1. قَالَ تَعَالَى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} 2.

وَفِي هَذِه الدراسة يستخلص الباحث بعون الله تَعَالَى وتوفيقه أصُول التربية الإسلامية للْإنْسَان الْمُسلم من خلال وَصَايَا لُقْمَان كَمَا وَردت فِي سُورَة لُقْمَان.

مَوْضُوع الدراسة:

تعد وَصَايَا لُقْمَان الْحَكِيم الْوَارِدَة فِي سُورَة لُقْمَان أنموذجا تربويا لأصول التربية المستقيمة، فقائلها رجل عرف بالحكمة، قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ…} 3.

لذا فَإِن وَصَايَاهُ من الأهمية بمَكَان فِي التربية والتنشئة الْحَسَنَة، فَهِيَ نابعة من الْقلب، ومبناها والقناعة الصدْق، والتجربة والمعرفة.

من هُنَا كَانَت الْحَاجة ماسة للْقِيَام بِمثل هَذِه الدراسة ليتبين للقارئ من خلالها أصُول التربية الإسلامية للْإنْسَان كَمَا جَاءَت فِي وَصَايَا لُقْمَان والمذكورة فِي سُورَة لُقْمَان وَيُمكن تَحْدِيد المشكلة فِي السُّؤَال الرئيسي التَّالِي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015