قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: هناك أمم تقدمتكم في العلم والمعرفة والنظام؛ فخذوا من مباديها العبرة، وخذوا من مصايرها العِظَة.
وإن عِبْرَةَ العبر لكم فيها أن العلم -وإن تشعَّبَتْ عندها أغصانُه، وتفرعت أفنانه، وأسْلَسَ لها عَصِيُّهُ حتى فتحت به مغلقات الكون -لم يُغْنِ عنها فتيلًا مما تغني الأخلاق والفضائل. (?)
إن العلم لم يَنْهَ مفسدًا عن الإفساد، ولم يَزَعْ مجرمًا عن الإجرام، ولم يُمِتْ في نفوس الأقوياء غرائز العدوان والبغي على الضعفاء.
بل ما زاد المتجردين من الفضيلة إلا ضراوةً بالبشر، وتفننًا في الإثم؛ فاجعلوا الفضيلة رأس مال نفوس تلامذتكم، واجعلوا العلم ربحًا. (?)