مع المعلمين (صفحة 109)

وأكاد أبعث سيبويه من البلى ... وذويه من أهل القرون الأولى

فأرى حمارا بعد ذلك كله ... رفع المضاف إليه والمفعولا

لا تعجبوا إن صِحْتُ يومًا صيحةً ... ووقعت ما بين البنوك قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته ... إن المعلم لا يعيش طويلا

(?)

وهذا أخونا الأديب البارع الأستاذ عبد الله بن سليم الرُّشَيد يقول:

أروح وأغدو بالدفاتر مثقلًا ... ويا بؤس من يمسي قرينَ الدفاترِ

أريق عليها أعيني كلَّ ليلةٍ ... بهمة وقَّادٍ وعزمة صابر

وكم وقفةٍ بين التلاميذ قُمتُها ... بلهجة حَضَّاضٍ على الحرب هادر

أمزِّق ساعاتي لترقيع وقتهم ... وأهدر عمري بين جد وذاكر

وأحسب أني بالتلاميذ مُبدِلٌ ... شيوخًا كبحر باللآلئ زاخرِ

فألقاهمُ من بعد شرِّ عصابةٍ ... وإذ بصياحي كان صفقةَ خاسرِ

(زواملُ للأشعار لا علم عندهم ... بجيِّدها إلا كعلم الأباعر)

والحقيقة أن طريق المعلمين عسيرة، وأن مهمتهم ليست بيسيرة خصوصًا في هذه الأزمان.

وإذا شكوا فما حالهم إلا كما قال الأول:

شكوتُ وما الشكوى لمثلي عادةٌ ... ولكنْ تفيضُ الكأسُ عند امتلائها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015