فكثيرًا ما يشكو المعلمون أعباء التدريس، وتَنَكُّرَ الناس، ومكابدة الطلاب، ومرأى دفاتر الواجبات، وما إلى ذلك مما يعاني منه المعلمون.
وهذا ما عبر عنه بعض الأدباء من المعلمين؛ فهذا الشاعر إبراهيم طوقان يقول معارضًا أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي يقول مطلعها:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا
يقول طوقان معارضًا شوقيًّا، مبينًا حال المعلمين، ومدى ما يعانون:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي ... (قم للمعلم وفِّه التبجيلا)
اقعدْ فديتُك هل يكون مُبَجَّلًا ... من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأمير بقوله ... (كاد المعلم أن يكون رسولا)
لو جرب التعليمَ شوقي ساعةً ... لقضى الحياةَ شقاوةً وخمولا
حسبُ المعلمِ غمةً وكآبةً ... مرأى الدفاتر بكرةً وأصيلا
مائةٌ على مائةٍ إذا هي صُلِّحتْ ... وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولَو آن في التصليح نفعًا يرتجى ... وأبيك (?) لم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أصلِّح غلطةً نحويةً ... مثلًا وأتخذ الكتاب دليلا
مستشهدًا بالغر من آياته ... أو بالحديث مُفَصلًا تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم وأنتقي ... ما ليس ملتبسًا ولا مبذولا