ومن خلال تلك الآراء نستنتج أن إضافة الفلسفة أو مصطلح الفلسفة إلى الإسلام أو إضفاء الإسلام عليها غير مقبول، بل حتى في مجال الاصطلاح لا ينبغي للمسلمين استخدامها لمخالفتها للمنهج الإسلامي، ولما نتج عنها من أخطاء عندما ربط بعض المسلمين علومهم بالفلسفة، إما بقصد التوفيق بينهما، أو اختيارها كمدرسة فكرية.
يضاف إلى ما سبق كثرة الأفكار الهدامة في العصر الحاضر التي تؤدي إلى التشكيك على المدى البعيد في أن القرآن والسنة ما هي إلا فلسفة مثلها مثل الفلسفة اليونانية. وعلينا نحن المسلمين أن نعي ذلك ونحرص على حفظ ديننا من الأفكار والتيارات الوافدة أو ممن انخدع بها من المسلمين. ولابد من الاعتزاز بالإسلام ومصدريه: الكتاب والسنة، والحرص على تعلم العلم الصحيح السليم من الشوائب أولاً، ثم بالعمل والتطبيق ثانياً، وبتعليمه ونشره ثالثاً.
وبذلك تجني الأمة ثمار علمها وعملها، والحذر من أسلمت الأفكار الغربية الوثنية؛ لأنها صادرة ممن لم يُقِمْ للشريعة وزناً، وعلى الأمة بمعين الذين أنعم الله عليهم كما علمنا الله تعالى أن نقول في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} .