المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.. وبعد:
لقد مر المجتمع الذي يعيش على اليابسة بمراحل متعاقبة من الحضارات الفكرية والمادية، وحصل بينها نوع من التأثير والتأثر منذ العصور الأولى للإنسانية، وكان للانحراف عن الفطرة السوية سبب في انتكاستها، ولكن الله أنار الطريق بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين، واختتمت برسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بعث للعالمين جميعا، فتميزت هذه الأمة المسلمة بما وهبها الله من نعمة الإسلام ونعمة العلم الصحيح، فارتقت هذه الأمة وعلا شأنها وقوى سلطانها بما حفظت وطبقت من شريعة الله.
فجاءت مرحلة الاتصال واللقاء بين المجتمع الإسلامي والمجتمعات الأخرى فتأثر العالم بدين الإسلام، فأعقبتها مرحلة أخرى تأثر فيها المسلمون بحضارة الغرب، فكثر التقليد والاقتباس ومحاولة التوفيق بين القيم الإسلامية والغربية كالديمقراطية والاشتراكية والفلسفة وغير ذلك من محاولات التوفيق والدمج.
وأكثر ما انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح الفلسفة الإسلامية، والذي ألفت فيه الكتب التي تحمل عناوين فلسفية، وخاصة في مجال التربية مثل: (فلسفة التربية، فلسفة التربية الإسلامية، الأصول الإسلامية لفلسفة التربية) . وقد اشتمل البعض على أخطاء جوهرية تتعارض مع المبادئ الإسلامية، وما كان ذلك ليحصل لولا التأثر بالمناهج الغربية مما جعل بعض القلوب والأبصار تتوارى عن الحق برؤية بريق الحضارة الغربية فأصبحوا لا يسمعون إلا بآذان الغرب ولا يرون إلا بأعينهم ولا يصحح ولا يخطأ إلا ما صححه وخطأه الغرب. ثم أعقب ذلك صحوة هزت الحنين إلى المبادئ الإسلامية، فأصبح البعض في