التي تصدر عن هذه الفلسفة هي باطلة تماماً، وهي في تقدير الإسلام اجتهادات قابلة للصواب والخطأ، وليست لها صفة الحقائق الثابتة أو العمومية، ومن ثم فيجب عدم تطويع الإسلام لأي مذهب فلسفي باسم التحديث، وأن محاولة التوفيق بين العقيدة الإسلامية والفلسفات هي محاولة فاشلة، وقد فشلت في التجربة الأولى (العصر العباسي) وانهارت وتصدعت؛ لأنها حاولت الجمع بين متناقضين 1.
الدكتور عبد الرحمن صالح عبد الله يقول: إذا كنا ندعوا إلى بناء التربية على المبادئ القرآنية فإننا نقترح عدم إطلاق فلسفة التربية على نشاط من هذا النوع، ولعل الفرق بين هذا الموقف وبين الموقف الذي يمثله أنصار التيار الثالث الذي يؤمن بفلسفة تربية مشتقة من مصادر إسلامية فرق متصل بقبول الفلسفة كاصطلاح، والواقع أنه يصعب الفصل بين الاصطلاح والمعاني التي يدل عليها، فكل اصطلاح له تاريخ معين وله دلالات معينة 2.
ويقول أيضاً عبد الرحمن صالح عبد الله: “لا مكان لفلسفة التربية في الإسلام حتى ولو في مجال الاصطلاحات”3.
دي. جي. أكونور يقول: والحقيقة أننا ننظر نظرة نقدية لاستعمالات عبارات، مثل: (فلسفة التربية) أو (الأساس الفلسفي للتربية) أو (المسلمات الفلسفية للنظرية التربوية) أو غيرها من العبارات المتشابهة، فإنه يتضح لنا أن مثل هذه العبارات ليست أكثر من عناوين غامضة ورنانة، لكلام كثير ومتنوع، ومن الممكن عدم استخدام مثل هذه العبارات دون ضرر إذا أردنا الصراحة والوضوح في الحديث”4.