...
خاتمة
لقد مر الاتصال واللقاء بين المجتمع الإسلامي والمجتمع الأوربي في العصر الحديث بمراحل متعاقبة، وكأن أولها مرحلة الذهول والدهشة والإعجاب والشعور بالنقص، ثم كانت مرحلة النقل والتقليد والاقتباس، ومرحلة تتراوح بين التوفيق بين القيم الغربية والقيم الإسلامية تارة والصراع بينها تارة أخرى 1.
والمتأمل لواقع المجتمع المسلم يرى وجود هذه المراحل، خاصة الأخيرة منها، حيث أصبح البعض ينادي بالديمقراطية، بل وينسبها للإسلام، ويطالب بالاشتراكية ويستدل لها بنصوص شرعية، وبالفلسفة ويربطها بالإسلام، وكأن الإسلام عالة على الأفكار الغربية، وحاشا للإسلام أن يكون كذلك.
ولقد أكدت هذا الدراسة أن مصطلح الفلسفة قائم على البحث في علل الأشياء وكنهها ومحاولة الوصول عن طريق العقل إلى فهم المجهول، والإجابة عن الأسئلة التي يعجز العلم عن بحثها والفصل فيها، وذلك في منأى عن مصادر الإسلام وهديه.
ولما أن العقل له حدود لا يمكن أن يتجاوزها مهما أوتي من علم وحكمة، فوجب حينئذٍ إخضاعه للشرع، والسير في هديه وتحت رعايته ومظلته، في بعد عن الهوى وزلله. قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} 2.
كما أشارت هذه الدراسة إلى أن هناك من يتبنى استخدام هذا المصطلح دون قصد لمعناه ومدلوله، إلا أن لذلك آثاراً سلبية وسيئة خاصة إذا نسب هذا