الإسلامية أقوى وأعم من النزعة العربية للتراث، فتلك الأخطاء جلبتها الاتجاهات الفلسفية؛ لأنها تخرج الشخص من الصواب إلى الخطأ.
المثال الرابع:
يقول نص المثال الرابع: أما الفلسفة الإسلامية فنرى أنها تفسح المجال للتأمل في الإنسان والكون والحياة، وتتفاعل مع الواقع بكل أدوات البحث والتجريب والتعليل من أجل الوصول إلى نظريات وتصورات وقوانين، وأن واجب الفيلسوف المسلم يملي عليه الانطلاق من القرآن في وضع تصوراته عن الكون والإنسان والحياة، والنتيجة التي يصل إليها المسلم من الفلسفة هي الحكمة 1.
ثم يؤكد النص التالي منهجية الفلسفة: أما المنهج الذي تلتزمه الفلسفة في كل أبحاثها فهو المنهج العقلي والبراهين التي تستند إليها في كل قضاياها وتقريراتها، براهين عقلية دقيقة محكمة، ولا فرق في هذا بين الفلسفة من ناحية وبين العلوم الرياضية والطبيعية من ناحية أخرى إلا في نصيب كل منهما في استخدام مناهج الاستدلال والاستقراء والتجريب، فإن الفلسفة أكثر اعتماداً على الاستدلال منها على الاستقراء والتجريب 2.
ويتضح من ذلك أن الفلسفة تعتمد على المنهج العقلي والبراهين العقلية، وهو ما ذهب إليه ابن الطفيل وغيره من المسلمين الذين تأثروا بالمنهج الفلسفي، والمنهج العقلي قاصر لا يستطيع أن يتوصل إلى جميع الحقائق من تلقاء نفسه، ولو كان له القدرة المطلقة لما احتاج الإنسان إلى الشرائع، فإن غاية العقل أن يدرك بالإجمال حسن ما أتى الشرع بتفصيله، أو قبحه، فيدركه العقل جملة،