حق جهاده، وجاء من بعده أصحابه رضوان الله عليهم ثم التابعون فاللاحقون إلى يومنا هذا وهم يقومون بواجبهم تجاه الدعوة خير قيام؛ لأنهم تَحَلّواً بالصبر واليقين، وهما سلاح المؤمن لتبليغ الرسالة، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} 1. بل إن الخطأ والزلل كان من نصيب من اتبع طريق الفلاسفة كابن سينا، وغيره كما يقول ابن تيميّة: “وابن سينا أحدث فلسفة ركبها من كلام سلفه اليوناني، ومما أخذه من كلام المبتدعين الجهمية ونحوهم، وسلك طريق الملاحدة الإسماعيلية في كثير من أمورهم العلمية والعملية”2.
وهذا أبو المعالي الجويني يقول: “يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: لقد خضت البحر الخضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يدركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور” 3.
ويقول آخر عن الفلسفة الغربية بأنها: “الوصول عن طريق العقل إلى فهم المجهول والإجابة عن الأسئلة التي يعجز العلم التجريبي عن بحثها والفصل فيها”4.
وبذلك فهي تبحث في الأمور النظرية وما وراء الطبيعة محكمة للعقل في ذلك، ويعلّق أنور الجندي على هذا التعريف بقوله: “وقد كانت الفلسفة بمثابة الأسلوب البشري في مواجهة الأديان من السماء، ويقول أيضاً: “إن الأديان قد