منظم للمعتقدات والمبادئ حتى يجعل لهذه المعتقدات والمبادئ أساساً تقوم عليه، وتقف به في وجه أنواع الصراع المختلفة وأنواع القيم المختلفة، التي قد نواجهها 1.

وبهذا فإن هذا المفهوم يجعل من الفلسفة منظماً للعقيدة، وأنها المحك الذي تعرض عليه المعتقدات، فما يوافقها يقبل: وما ينافرها يجتنب، وكل هذا لسبب واحد كما يقول: حتى يجعل للمعتقدات والمبادئ أساساً تقف به في وجه أنواع الصراع المختلفة، والقيم المختلفة التي نواجهها. وبالتّالي جعلت الفلسفة أكبر وأهم من العقيدة بل إنها مشرعة للعقيدة.

وآخر يعرف الفلسفة بقوله: “هي بحر على خلاف البحور، يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحله وشطآنه والأمان والإيمان في لججه وأعماقه” 2.

وفي هذا التعريف الذي ذكره نديم الجسر، دعوة إلى التعمق في الفلسفة وإحالة كل شيء إليها لمعرفة كنهه، وأنها مصدر الإيمان والأمان؛ وبذلك وضعت في درجة الشريعة.

ويقول: “إن التوسع في الفلسفة غير ممكن وغير ضروري بالنسبة لكافة الطلاب، ولكنه أصبح ضرورياً بالنسبة لعلماء الدين، بل واجباً أصيلاً عليهم، ليستطيعوا القيام بما هو مطلوب منهم من الإرشاد إلى الحق والدعوة إلى الله”3.

وهذه جرأة طاعنة في الدين، تصفه بالقصور وعدم قدرته الوصول إلى الناس إلا عن طريق الفلسفة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلغ الدعوة وأدى الأمانة وجاهد في الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015