عملت منذ نزولها أن توضح للإنسان مفهوماً كاملاً عن مهمته وخلقه، وعن العالم الغائب عن نظره سواء عالم ما وراء الطبيعة، أو بعد الموت، وأن الإنسان أجرى هذه المحاولات للوصول وحده إلى ذلك 1.
ويعرفها آخر بأنها مجموعة من الأفكار المترابطة في صورة مذاهب فكرية تتسق في بحثها عن الحقيقة الكونية، وظواهر الطبيعة البشرية 2.
ومن تلك التعريفات يتبين: أن الفلسفة أسلوب يعتمد على العقل عند البحث في الكون وما وراء الطبيعة وفي العقائد، من خلال إثارة الأسئلة المتتابعة دون الوقوف عند جواب محدد.
والاعتماد على العقل فقط يؤدي بالإنسان إلى التردي بين أمواج الضلال العاتية، وبالتالي يغرق فلا يعرف كيف السبيل إلى الخروج؛ لأن للعقل حدوداً في الإدراك. وقد أوضح الله تعالى بعض الأمور الغيبية التي يحتاج الإنسان لمعرفتها مثل وجود البعث والحساب. قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} 3. وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} 4. وقال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} 5.
وعن الحياة الآخرة. قال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ