فزعموا أنه ليس من عادتهم أن يصفوا عدو الحمار بانقضاض الكوكب، ولا بدن الحمار ببدن الكوكب، وقالوا: في شعر بشر مصنوع كثير، مما قد احتملته كثير من الرواة على أنه من صحيح شعره، فمن ذلك قصيدته التي يقول فيها:

فرجي الخير وانتظري إيابي ... إذ ما القارظ العنزي آبا1

... وأما ما رويتم من شعر الأفوه الأودي فلعمري إنه لجاهلي، وما وجدنا أحدًا من الرواة يشك في أن القصيدة مصنوعة. وبعد فمن أين علم الأفوه أن الشهب التي يراها إنما هي قذف ورجم، وهو جاهلي، ولم يدع هذا أحد قط إلا المسلمون؟ فهذا دليل آخر على أن القصيدة مصنوعة".

وأما ابن قتيبة فقد أشار إلى النحل والوضع في موطنين من كتابه "الشعر والشعراء". أورد في الموطن الأول قول الأعشى2:

إن محلًّا وإن مرتحلا ... وإن في السفر ما مضى مهلا

استأثر الله بالوفاء وبالـ ... حمد وولَّى الملامة الرجلا

والأرض حمالة لما حمل اللـ ... ـه وما إن ترد ما فعلا

يومًا تراها كشبه أرديه الـ ... عصب ويومًا أديمها نغلا3

ثم عقب عليها بقوله: وهذا الشعر منحول، ولا أعلم فيه شيئًا يستحسن إلا قوله:

يا خير من يركب المطي ولا ... يشرب كأسًا بكف من بخلا

وأورد في الموطن الثاني سبعة أبيات من شعر لبيد آخرها قوله4:

وكل امرئ يومًا سيعلم سعيه ... إذا كشفت عند الإله المحاصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015