ثم قال: وهذا الشعر عندنا للمسيب بن علس:

ومن الضرب الثالث أنه أورد أبياتًا زعم بعض الرواة أنها جاهلية في ذكر لانقضاض الكواكب1، والجاحظ ينكر ذلك ويرى أن انقضاض الكواكب لم يكن في الجاهلية البعيدة عن مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل حدث أول مرة عند مولده أو قبيلته، فهو بذلك من أعلام ميلاده أو إرهاص له. ثم يعقب على هذه الأشعار بقوله2: "وسنقول في هذه الأشعار التي أنشدتموها ونخبر عن مقاديرها وطبقاتها. فأما قوله:

فانقض كالدري من متحدر ... لمع العقيقة جنح ليل مظلم3

فخبرني أبي إسحاق أن هذا البيت في أبيات أخرى كان أسامة صاحب روح بن أبي همام هو الذي كان ولدها. فإن اتهمت خبر أبي إسحاق فسمِّ الشاعر، وهات القصيدة، فإنه لا يُقبل في مثل هذا إلا بيت صحيح، صحيح الجواهر، من قصيدة صحيحة. لشاعر معروف. وإلا فإن كل من يقول الشعر يستطيع أن يقول خمسين بيتًا كل بيت فيها أجود من هذا البيت ... وأما ما أنشدتم من قول أوس بن حجر:

فانقض كالدري يتبعه ... نقع يثور تخاله طنبا

فهذا الشعر ليس يرويه لأوس إلا من لا يفصل بين شعر أوس بن حجر وشريح بن أوس. وقد طعنت الرواة في هذا الشعر الذي أضفتموه إلى بشر بن أبي خازم من قوله:

والعير يرهقها الحمار وجحشها ... ينقض خلقهما انقضاض الكوكب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015