َُُأَِْوْلًِا، إذ نظر على بساطه إلى رجل قبيح المنظر، رث الهيئة، جالس مع أصحاب سمره، فذهب الشرط يقيمونه، فأبى أن يقوم، وحانت من سعيد التفاتة، فقال: دعوا الرجل. فتركوه، وخاضوا في أحاديث العرب وأشعارها مليًّا، فقال لهم الحطيئة، -وكان هو ذلك الرجل-: والله ما أصبتم جيد الشعر ولا شاعر العرب. فقال له سعيد: أتعرف من ذلك شيئًا؟ قال: نعم. قال: فمن أشعر العرب؟ قال: الذي يقول:
لا أعد الإقتار عدمًا ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام
وأنشدها حتى أتى عليها، فقال له: من يقولها؟ قال: أبو داود الإيادي.
قال: ثم من؟ قال: الذي يقول:
أفلح بما شئت فقد يُدرك بالـ ... ـجهل وقد يُخدع الأريب
ثم أنشدها حتى فرغ منها. قال: ومن يقولها؟ قال: عبيد بن الأبرص، قال: ثم من؟ قال: والله لحسبك بي عند رغبة أو رهبة ...
وأنشد ابن أبي عتيق يومًا قول قيس بن الخطيم1:
بين شكول النساء خلقتها ... حذوًا فلا جبلة ولا قضف
فقال: لولا أن أبا يزيد -كنية قيس بن الخطيم- قال "حذوًا"، ما درى الناس كيف يحشون هذا الموضع.
وقال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لمعلم ولده2: لا تروهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها:
دعيني للغنى أسعى فإني ... رأيت الناس شرهم الفقير