وكان يقول: إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم.

والأخبار عن معرفة ابن عباس بالشعر الجاهلي، وروايته إياه، وحضه على طلبه وتعلمه وتفسير كتاب الله تعالى به، وأخبار كثيرة1، حتى إنه كان يقول2: إذا أشكل عليكم الشيء من القرآن فارجعوا فيه إلى الشعر فإنه ديوان العرب. وكان يُسأل عن القرآن فينشد الشعر. وسنكتفي بإيراد مثل واحد من أخبار ابن عباس، وسيمر منها خبر أو خبران عند حديثنا عن معرفة عمر بن الخطاب بالشعر الجاهلي. قال الشعبي3: كنا عند ابن عباس وهو في ضفة زمزم يفتي الناس، إذ قال أعرابي: أفتيت الناس فافتنا. قال: هات. قال: أرأيت قول الشاعر المتلمس:

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما

قال ابن عباس: ذاك عمرو بن حممة الدوسي، قضى على العرب ثلاثمائة سنة، فكبر فألزموه السابع من ولده، فكان معه، فكان الشيخ إذا غفل كانت بينه وبينه أن تقرع العصا حتى يعاوده عقله، وذلك قول المتلمس اليشكري من بكر بن وائل: لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا. قال ذو الإصبع العدواني بعد ذلك بدهر:

عذير الحي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض

.....

ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي

يعني: عامر بن الظرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015