أما الذين قالوا: لا يجوز التبرك بأي صالح, فقالوا: إن كل الأدلة التي فيها التبرك كلها خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما استدلالكم بقوله تعالى: ((إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ)) فهذا في أثر موسى وهارون, ونحن نتفق معكم على أن التبرك بآثار الأنبياء صحيح.
وأيضاً نقول لهم: لو كان التبرك هذا خيراً لسبقونا إليه, فإن أبا بكر , وعمر، وعثمان وعلياً بالاتفاق هم أفضل الأمة على الإطلاق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم, فلم يأت أحد من الأمة ليتبرك بوضوء أبي بكر، ولا وضوء عمر، ولا وضوء عثمان، ولا وضوء علي لا من الصحابة ولا من التابعين، ولو أن هذا انتشر بينهم على أنه سنة لفعلوا ذلك, فلما لما يفعلوا ذلك مع وجود المقتضي وانتفاء المانع, دل ذلك على أنه لم يشرع! فهذا الضابط من أقوى الضوابط التي تمنعكم من البدع.