يسيل في ساحتَيها ... سَلْسالُ ماءٍ قَرَاحِ
وأيكةُ الوَرْدِ تُزْهي ... بخاطباتٍ فِصاحِ
وللغُصُونِ اختيالٌ ... مِثْلُ اختيالِ المِلاحِ
والنَّرْجِسُ الغَضُّ يحكي ... أَعْطافَ سكرانَ صاحِ
عزائمٌ هي أمضى ... من القَضَاءِ المُتاحِ
لمَّا مدحتُ عُلاه ... قَرَعْتُ بابَ النَّجاحِ
قد رامَ شأوَك قومٌ ... فما احتَظَوْا بفلاح
أَأَعْزلٌ يتمنَّى ... إقدامَ شاكي السِّلاحِ (?)
ابن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، أبو الوقت، الهَرَوي المَنْشأ، السِّجزي (?) الأصل.
ولد سنة ثمانٍ وخمسين وأربع مئة، وحمله أبوه من هَرَاة إلى بُوشَنْج (?) على [عاتقه] (?)، فسمع "صحيح البخاري" وغيره. وقَدِمَ بغداد، فألحق الصِّغار بالكبار، وكان كثير التَّعبد والتهجُّد والبكاء، على سَمْتِ السَّلَف، وعَزَمَ على الحج في هذه السنة، وهيّأ ما يحتاج إليه، فأصبح ميتًا.
قال أبو عبد الله [محمد بن] (?) الحسين التكريتي: أَسْنَدْتُه في مرضه إليَّ، فكان آخرَ كلمةٍ قالها: {يَاليتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26، 27].
ودُفِنَ بالشُّونِيزية عن نيف وتسعين سنة.